الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اهتزت ثقتي بزوجي بسبب اكتشافي لخيانته وعلاقاته

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدأت الخلافات بيني وبين زوجي بعد أقل من شهرين من زواجنا؛ بسبب خداعه لي واكتشافي لخيانته وعلاقاته المتعددة بالفتيات، وبعدها قال لي: إنه تاب، لكنه ما زال يقوم بكل ذلك، وحاول أن يوهمني بأنه ملتزم.

اتفقنا على الرجوع، وكان شرطي هو تأجيل الحمل واستخدام وسائل منع الحمل لفترة مؤقتة؛ حتى نتمكن من التفاهم وتعود الثقة بيننا، وما زلت غير مطمئنة من فكرة الإنجاب، لا أريد أن أظلم الطفل القادم، ولكن زوجي يرفض ذلك بحجة أنه حرام، ومن حقه الإنجاب، وعلى الرغم من حبي الشديد له؛ إلا أن ثقتي فيه اهتزت، وأصبحت أعاني من مشاكل نفسية كثيرة، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو، وأن يصرف عنه سيئ الأخلاق والأعمال، فإنه لا يصرف سيئها إلا هو.

نحن سعداء بتواصلك مع الموقع، ومشاورة المختصين قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يكتب لك الخير والسعادة والاستقرار، وأن يقر أعيننا جميعًا بتوبة هذا الزوج، وعودته للحق والصواب، وهذه المخالفات بما أنها كانت قديمة قبل الزواج، وتاب منها وظهر عليه الندم، فرأينا أن تعطيه فرصة، وأن لا تستعجلي في الفراق، ونتمنى أيضًا أن تطلبي منه أن يتواصل مع الموقع، ويكتب ما عنده حتى نذكره بالله تبارك وتعالى، ونبين له خطورة هذا الذي يحدث، وهذا الذي حدث منه جميعه يحتاج إلى توبة ورجوع إلى الله.

وقرارك بتأجيل الإنجاب قد يكون صحيحًا، ولكن نتمنى أن يتواصل معنا حتى نتفاهم معه حول هذه المسألة، ونبين له أن مسألة الثقة مهمة، ومسألة بناء الأسرة البناء الصحيح، وأيضًا تأجيل الحمل ليس فيه إشكال، لكن المشكلة في التحديد، إنما تنظيم أو ترتيب، وهذه الأمور لها وسائل شرعية أيضًا، فالصحابي يقول: "كنا نعزل والقرآن ينزل فلم يأمرنا ولم ينهانا"، وهناك وسائل طبية تساعد على هذا العمل، وأرجو أن يعرف أنك لا مانع عندك من الإنجاب والاستمرار معه، شريطة التأكد من صدق توبته وصدق رجوعه إلى الله.

ونتمنى أن يتواصل بسرعة مع الموقع ليكتب ما عنده حتى نناقشه، ثم لنصل معكما إلى الخطة الصحيحة التي تعينكما على إكمال مشوار هذه الحياة، لأننا أيضًا نريد أن نسمع ما عنده، ونعرف هذه الأمور التي تتهمينه بها؛ حتى نضع معه النقاط على الحروف، فلا يسمح له اليوم ولا غدًا ولا غير غدٍ ولا في الماضي أن يؤسس علاقة ليس لها غطاء شرعي، أما وقد حصل ذلك، وادعى أنه تاب ورجع إلى الله، فأرجو أن نصدق ذلك، ويبقى بعد ذلك الاختبار والانتظار لصدق التوبة، فلصدق التوبة علامات، منها: أن يكون بعد التوبة أفضل حالًا، أن يندم على ما حدث، وأن يسد الأبواب الموصلة إلى مثل هذه المخالفات، إلى غير ذلك من التوجيهات التي يمكن أن يسمعها.

وعليه أرجو أن لا تحملي نفسك ما لا تطيق، ولكن أرجو أن تجعلي في نيتك أولاً مساعدته والسعي في إصلاحه، والوقوف معه حتى ينتصر على الشيطان، ويعود إلى الله تبارك وتعالى، فإذا ثبت لك أن هذا الأمر غير ممكن وأنه غير متجاوب؛ فعندها أنت صاحبة القرار، ونتمنى التواصل مع الموقع من الطرفين حتى نستطيع أن ننظر للصورة كاملة، ونتعاون جميعنا في اتخاذ القرار الصحيح، وأرجو أن نبدأ بإرشاده وإعطائه فرصة جديدة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدينا جميعًا وييسر الهدى لنا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً