الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما نصيحتكم لمن يحب لعب كرة القدم ويهمل بيته؟

السؤال

السلام عليكم

زوجي يحب كرة القدم كثيراً، ويمارس هذه الرياضة مع فريق كرة قدم، وبعقد مكتوب ومتفق عليه، وفي مرة من المرات وقعت له حادثة وسقط على قدمه، وتضررت كثيراً، أنا أنصحه بالابتعاد عن كرة القدم، خوفاً عليه، كذلك لأنه لا يأخذ حقه وراتبه من هذا الفريق، وهذا يؤثر على حياتنا، لأنه يهدر الوقت بالرياضة، ولا يأخذ راتباً منهم، ولكن يعمل في مجال آخر، ويأخذ راتباً، ولكن هذا المال لا يكفينا، لأننا متفقون على أن نشتري سيارة لحاجتنا الضرورية إليها.

أنا أنصحه وهو لا يسمعني، ويتجاهلني دائماً ويتهرب من هذا الموضوع، وهو يعلم أنه يفعل الخطأ، وقال لي: أنت على صواب، ولكن لا يريد أن يترك كرة القدم.

مللت من هذا الأمر كثيراً، وهذا الموضوع يسبب بيننا المشاكل دائماً والخلافات، هل فعله صحيح أم لا؟ وهل كلامي واجب عليه؟

أرجو الرد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وبخصوص ما تفضلت به فإننا نجيبك من خلال ما يلي:

أولاً: شكر الله لك اهتمامك بزوجك وحرصك عليه، وهذا هو المتوقع من المرأة الصالحة التي تحب زوجها، وتحرص عليه.

ثانياً: كرة القدم من الرياضة المباحة شرعاً، ومن يمارسها خاصة في البداية يحبها حتى تكون المتنفس له، فالممارس لها على الحقيقة هو في سعادة، ومن كان هذا حاله فإنه ينظر إلى كل من يعيقه عن رياضته نظرة سلبية، ولعل هذا أحد أمارات كثرة المشاكل بينكما.

ثالثاً: الإصابات أو المضاعفات قد تحدث للإنسان وهو نائم، وقد تحدث له وهو سائر، والخوف على الزوج من هذه الناحية ليس وجيهاً لأنه قد يصاب في عمله الذي ليس مرهقاً له.

رابعاً: تجاهل الزوج حديثك والهروب من المجادلة بل وحتى قوله لك أنت على صواب، هذا ليس إقراراً منه بذلك، بل هو لا يريد أن يضخم المشاكل، ولا يريد أن يكون في موقع يجبره على إرضاء حاجته في الرياضة التي يحبها أو الإصغاء لزوجته التي أيضاً يحبها، والزوجة العاقلة لا تجعل زوجها بين هذين الخيارين.

خامساً: إننا ننصحك بتركه يمارس هوايته، وننصحك بعدم الإكثار عليه في تركها حتى لا يتطور الأمر بينكما، وتعظم المشاكل، ونقول لك: أختنا الكريمة كلمة مهمة من واقع تجربتنا في الحياة الزوجية: لأن ينشغل الزوج بالرياضة ويهتم بها أفضل من الفراغ الذي قد يدفعه إلى ما لا نحب ولا نرضى.

أخيراً: إذا كانت الرياضة تصرفه عن الصلاة أو عن الطاعة فحينها يجب عليك بالمعروف نصحه بأن يؤدى ما عليه من واجب، هذه نصيحتنا لك، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً