السؤال
السلام عليكم.
أنا شابة أُعاني من القلق ونوبات الذعر الشديد، حتى أصبحت أخاف أن أكون وحدي، وأصبح حالي يرثى له، أينما أذهب أكون غير مطمئنة، وكأن شيئاً سيحدث لي، ولكن هذا الشيء لا أدري ما هو؟ خاصّة عندما أكون وحدي.
وقد حصل ذلك بعد ولادتي الثّانية التّي جاءت بعد الولادة الأولى بعام وشهرين، وقد مررت بأوقاتٍ عصيبة بعد الولادة الأولى، حيث أنني لم أجد من يُساعدني على تربية ولدي الأوّل، وكانت الولادتان قيصريتين، وقد حصل أنني وبينما كنت جالسة أنا وزوجي نتحدّث أحسست بضغط في رأسي وأذني وأنفي، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعاني من دوار في الرّأس، وخمولٍ في البدن، ورعشةٍ في كامل جسمي، والحمد للّه فقد تحسّنت حالتي، ولكن في بعض الأحيان أحسّ بالأعراض التّي ذكرتها سابقاً، مع سرعة دقّات القلب، وأحياناً أحس بوجع طفيف في القلب وفي كامل جسمي، الأمر الذّي يجعلني أتصور أني مريضة بمرض خطير مثل السّرطان -عافانا الله وإياكم- خاصّة وأنّ أمي قد مرضت بهذا المرض الخبيث وكان سبب وفاتها.
وقد قمت بعمل أشّعة على الرأس والجهاز الهضمي، وتخطيط على القلب، وكانت النّتيجة سليمة والحمد لله.
لكن الخوف من المرض والموت يلازمني دائماً، وقد أعطاني الطّبيب دواءً اسمه (أنافخانيل) حبتين أو ثلاث في اليوم (لا أتذكّر) وبرازين نصف حبة مرتين في اليوم دون تحديد المدّة في أول الأمر ثم استبدل الدّواء الثّاني بآخر اسمه (Lisenxia) ثلاث مرّات في اليوم دون تحديد المدّة أيضاً، ولكن خلال العلاج كانت تأتيني الأعراض التّي ذكرتها سابقاً، خاصةً الضّغط الشّديد على الرّأس، وأحياناً طنين يدوم لثوانٍ قليلة في أذني، فتوقّفت عن الدّواء تدريجياً، خاصّة وأنّ الطبيب أعلمني بأنّ عندي انهيار عصبي طفيف يمكن أن يحصل لمن تنجب مرتين متتالين، ويسمى (Depression postnatal) فهل هذا صحيح؟ وهل الأعراض التّي أشعر بها عادية أم لا؟ وهل يمكن أن تؤثّر على البدن؟ مع العلم بأني أستعمل الآن دواءً مهدّئاً مصنوعاً من خلاصة الحشائش والنّباتات -أي Homéopatie مثل Sédatif pc وغيرها، فأنا لا أرتاح كثيراً للأدوية الأخرى، فهل يمكن أن أصبح مدمنة على هذه الأدوية؟ وفي بعض الأحيان أشعر بتحسّنٍ تام، ولكن هذه الأيّام عاودني الشعور بالخوف والدّوخة الخفيفة، وهذا يسبّب لي مشاكل مع زوجي، فأصبحت أطلب الطّلاق لأنّني لا أريد أن أظلمه معي، وأريد أن أبتعد عن أطفالي؛ لأنّني أخاف أن أصبح مجنونة، وتكون لهم أمّاً مجنونة لا فائدة منها، بل ستتعبهم، أنا لا أريد أن أتناول دواء الأعصاب مهما كانت خفيفة؛ لأنني أخاف الإدمان.
أعتذر على الإطالة، لكنّني في حاجة لنصحكم، أرجوكم فإنني لم أعد أستطع مزاولة حياتي الطبيعية، ولولا ثقتي في الله لكنت لا أدري كيف ستكون حالتي الآن! وجزاكم اللّه خيراً.