الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يهينني ويصدني ولا ينظر في وجهي!

السؤال

السلام عليكم

أنا متزوجة منذ خمس سنوات، لدي طفل بعمر سنة ونصف، وزواجنا غير مستقر، فزوجي يعاملني بطريقة سيئة، ويهجرني كثيراً، ويزعم أن الهجر من باب حل المشكلات، ويبتعد عني شهوراً، ونحن في نفس المنزل ونفس الغرفة.

لا يحدثني ولا ينظر إلي، وإن تحدث ينظر بعيداً، ولا يريد رؤيتي، ودائماً يضع اللوم علي بأني أنا السبب في كرهه لي، ويتلفظ بعبارات سيئة جداً، ويقول لي ما لا يرضاه الله،، عبارات لا تقال لزوجة، مثل أنت مقرفة، وأنت مثل النعال أخلعك من قدمي متى أردت، وكل ذلك أمام ابني.

لقد حاولت كثيراً المبادرة في كسب رضاه، حتى وإن كان هو سبب المشكلة، فنحن نعيش في الخارج، لا عائلة لدي ولا أصدقاء، دائماً أحاول أن أرضيه، لأني لا أجد من أتكلم معه سواه، ولا أشارك حياتي مع آخر، وذلك من باب (خيرهم من يبدأ بالسلام).

علماً أنه دائماً يصدني، ويلتهي عني بالحديث الطويل مع أهله، ويبقى لأوقات طويلة على جهازه المحمول بعد عودته من العمل، فلا يفعل شيئاً سوى الأكل والشرب، ويلقي علي الأوامر، وعندما يأتي للنوم يغطي وجهه عني حتى لا يراني! ويدعي أن هذه طبيعته، ولأني لا أفهمه ولا أفعل ما يريد، فهو بعيد، مع أني دائماً أحاول جاهدة أن أسعده، وأفعل ما يريد، وكما يطلب، ولكنه دائماً يشعرني بأن عملي ناقص مهما فعلت، ومهما غبت عنه فلا يشعر بوجودي، ولا يكترث لذلك، وقد هجرني بعد ولادتي لأكثر من ثمانية أشهر في نفس المنزل، ولا يعطيني حقوقي أبداً، لا حب ولا احترام ولا تقدير، ويراني كالحيوانات لا أفعل أي شيء، علماً بأني دائماً أوفر له كافة احتياجاته، وما يطلبه يجده على الفور.

أنا أفكر جدياً بالعودة أنا وابني لبلدي، وطلب الطلاق، فلا أطيق تعامله معي، ولا أتحمل أنه يشعرني بأنني شيء قذر، فلا ينظر إلى وجهي أبداً، ولا يكترث لي، وفي نفس الوقت لا يريد الطلاق.

أريد نصيحتكم، وحكم الله الشرعي في هذا، وهل ما أفكر فيه من انفصال فيه إثم؟ وهل أنا على حق في اتخاذ قرار الانفصال؟ أنا مترددة، وضعيفة، وبحاجة إلى من يقويني، ويشد على يدي، فلا أستطيع التحدث إلى عائلتي، فلو عرفوا بهذه التفاصيل لن يقبلوا ما أنا عليه.

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ N b حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو.

أرجو أن نؤكد له ولأمثاله أن ما يحدث لا يمكن أن يقبل من الناحية الشرعية، وندعوك إلى مزيد من الصبر، وتكرار المحاولات، ومعرفة الأسباب الفعلية، حبذا لو تَشجّعَ هذا الزوج وكتبَ إلينا بما في نفسه، حاولي أن تعرضي عليه فكرة التواصل مع الموقع، وذكر ما عنده، حتى يعرف الأشياء الواجبة عليه من الناحية الشرعية.

وما يحصل منه غير صحيح؛ لذا ندعوك إلى الصبر عليه، فأنت تؤجرين، والقيام بما عليك، والاستمرار في تميزك، وحاولي أن تتفادي الأمور التي تزعجه وتغضبه بقدر الإمكان، كذلك أيضاً حاولي أن تعمري بيتكما بالطاعات والصلوات والأذكار، وحثيه على طاعة الله -تبارك وتعالى-.

نتمنى أن يكون من المصلين الذاكرين لله كثيراً، والحريصين على طاعته، لأنه قد يحتاج إلى رقية شرعية إذا كانت هذه الأمور فعلاً تحدث بالطريقة المذكورة، وننتظر منك أن تشجعيه على التواصل، وإذا لم يتواصل فننتظر منك إعطاء صورة كاملة عن إيجابياته، وعن طاعته لربه، وقد شاهدنا السلبيات.

أيضاً إذا كان لا يريد أن يراك، فلماذا تزوجك؟ ومنذ متى حدث هذا؟ وهل هناك أسباب مباشرة؟ وما الأشياء التي يقولها؟ فنحن نحتاج إلى توضيح الاستشارة منك، وبيان الأسباب من وجهة نظره، فإن لم تعرفي فمن وجهة نظرك، ما الذي جعله يتغير؟! هل هو من البداية بهذه الطريقة؟

أما إذا كان جيداً ثم تغير، فإننا نريد أن نعرف هل هناك عوامل خارجية تدخلت؟ نريد التوضيح حتى نستطيع أن نساعدك، ونحن نؤكد لك ونقول: إن العلاقة الزوجية طاعة لرب البرية، وإن الذي يحسن من الزوجين ينال الأجر، و(خيرهم الذي يبدأ بالسلام)، فأنت مأجورة، استمري على تميزك، قومي بما عليك كاملاً، اشغلي نفسك بطاعة الله تبارك وتعالى، لا تعطيه فرصة سلبية، حاولي أن تقومي بأي عمل بأحسن ما تستطيعين، واحتسبي هذا عند الله.

إذا كان عنده إيجابيات فحاولي أن تضخميها وتذكريها وتشكريها، إذا كان هو لا يشكر الإيجابيات فأنت بادري بشكر الإيجابيات، لأن الإنسان ينبغي أن يدرك أن العلاقة الزوجية طاعة لرب البرية، وأن الذي يحسن يجازيه الله، والذي يقصر يحاسبه الله، ونحن نلقى الله أفراداً، ولذلك تقصير الزوج لا يبيح لك التقصير، كما أن تقصير الزوجة لا يبيح للرجل التقصير.

ونحن نتمنى أن يتواصل معنا، ونقترح عليك إذا رفض أن تكتبا استشارة مشتركة، أنت تكتبين ما عندك وهو يكتب ما عنده حتى تجدا الإجابة الواضحة التي ينبغي أن يسمعها كل طرف.

نسأل الله لنا ولك التوفيق، وأسأل الله أن يعينك على الصبر، ونحن سعداء بصبرك وحرصك على أن لا تدخلي الأهل في خصوصياتكما، ونشكر مبادراتك، وكل هذا ستؤجرين عليه، ونسأل الله أن يهدي زوجك للحق والخير، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً