السؤال
ابن يحضر ماجستير بالخارج، ويحب فتاة معينة، هي زميلته منذ زمن، فطلب من والده أن يذهب ويطلب له يدها، رفضت الفتاة، ولكن الابن أصر على والده أن يحاول معها ومع والدها.
تطورت العلاقة بين الأب والفتاة، وأصبح إعجاباً متبادلاً، وفي النهاية تزوجها الأب دون علم ابنه، وعندما عاد الابن وعلم بالموضوع غضب غضباً شديداً، ورفع صوته على والده، ولم يمكث في بيت والده سوى يومين، وحجز طائرة وسافر مرة أخرى، وظل لمدة سبعة أشهر لا يكلم أحداً من عائلته، وخصوصاً والده.
بعدها أصبح يتحدث معهم ببرودة، وتزوج الابن دون علم أبيه، عناداً له، وعاد ليحضر زفاف شقيقته، وصدم الجميع عندما علموا أنه تزوج دون علمهم، وخصوصاً الوالد، وبعدها تحدث الأب والابن، وقال الأب: لماذا لم تخبرني؟ فقال الابن أخبرك لماذا؟! حتى تأتي وتسرقها كما سرقت الفتاة التي أحبها! وطلب الابن منه ألا يتدخل في حياته مرة أخرى، وأنه مهما حدث فإنه والده، ولا يمكنه مقاطعته أو أذيته، لكن يستحيل أن تعود العلاقة الودية بينهما كما كانت من قبل، وخاصة أن الابن قرر البقاء في الخارج، وعدم السكن بالقرب من والده، بسبب حرقة قلبه، مما فعله والده.
هل يجوز للأب أن يفعل ذلك، بأن يطعن ابنه في ظهره، وهو من كان يعتبره مثله الأعلى، وقدوته في كل شيء؟ هل يحاسب الابن على كراهيته لأبيه بعد تلك الحادثة؟
علماً أنه لن يقوم بعقوقه أو بقطع الصلة معه، وإذا طلب شيئاً سيلبيه له، ولكنه سيعيش بعيداً عن والده؛ لأنه لا يريد البقاء بالقرب منه، ولا بالقرب من زوجته الجديدة، فهل للابن أن يعيش بعيداً عنه أم لا يجوز؟