السؤال
السلام عليكم.
قبل خمس سنوات تقريبًا دخل فأر إلى منزلي، واختبأ خلف الغسالة، وإلى الآن أحس بأن الغسالة ملوثة، فإذا مر أحد بجانبها، أو لامست ملابسه تلك الغسالة فإني أشعر بأن الملابس تلوثت، فأتوتر جدًا.
السلام عليكم.
قبل خمس سنوات تقريبًا دخل فأر إلى منزلي، واختبأ خلف الغسالة، وإلى الآن أحس بأن الغسالة ملوثة، فإذا مر أحد بجانبها، أو لامست ملابسه تلك الغسالة فإني أشعر بأن الملابس تلوثت، فأتوتر جدًا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم كادي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله أن يحفظك من شرِّ كل ما خلق.
الحادثة التي ذكرتِها مرَّت عليها خمس سنوات، وهذه المدة كفيلة بأن تُزيل كل الآثار التي تركها هذا الفأر، وحتى ولو افترضنا أنه قام بتلويث المكان، فالأمر –أيتها الأخت الفاضلة– ربما يكون متعلِّقًا بنوع من الخوف، أو القلق الوسواسي؛ لأن الجراثيم لا تبقى كل هذه المدة في هذا المكان، ولا يمكن أن تكون محتفظةً بحيويتها ونشاطها، هذا إن لم تكن قد ماتت وتدمّرت، وأكيد أن هذا المكان قد تمَّ غسله وتنظيفه عدة مرات، وتمَّ استخدام العديد من المنظفات والمطهِّرات.
وإذا كان الخوف من النجاسة: فالنجاسة لا تنتقل بمجرد الشك، إلَّا بالتأكد من أن هناك شيئًا مرئيًا، ويمكن مشاهدته أو لمسه على الثياب التي في الغسّالة؛ لأن ما يخرج من الفأر أيضًا ليس بهذه القوة والمتانة حتى يظلّ خمس سنوات.
والعلاج –أيتها الفاضلة– يكمن في: عدم التفكير في هذا الموضوع، أو إعطائه حجمًا أكبر من حجمه، بل تجاهله، والبناء على اليقين بأن المكان أصبح نظيفًا طاهرًا بعد أن تعرَّض لعدة مرات من التنظيف والغسيل.
وبالنسبة للغسّالة: فإن الماء يجري بداخلها طيلة هذه الفترة، فليس من المعقول أن تكون نجسةً أو ملوثةً بالجراثيم، ولذلك –أيتها الفاضلة– عليك بتجاهل الأمر كليَّةً، وممارسة حياتك بصورة طبيعية، وأبعدي الشك تمامًا، فهذا هو العلاج، والله أعلم.
والله ولي التوفيق.
________________________________
انتهت إجابة الدكتور/ علي أحمد التهامي -استشاري نفسي إكلينيكي-.
وتليها إجابة الشيخ/ أحمد سعيد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
________________________________
مرحبًا بك –أختنا الكريمة– في استشارات إسلام ويب.
قد أفادك الأخ الفاضل الدكتور/ علي التهامي بأن ما تُعانينه ربما يكون وساوس، وننصحك بأن تأخذي بالأسباب المشروعة للتخلص من هذه الوسوسة، ومن ذلك: الإعراض عنها، ومحاولة التحقير لهذه الأفكار، وعدم الاهتمام والاعتناء بها.
وممَّا يُعينك على ذلك: أن تُدركي تمام الإدراك أن الفأر حال حياته حيوان طاهر، حكمت الشريعة بطهارته، وإنّما يُحكم بنجاسته إذا مات، والأصل في الأشياء هو الطهارة، فهذا أصلٌ شرعيٌ مُقرَّرٌ بآياتٍ من الكتاب العزيز، وأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا نحكم على شيءٍ بالنجاسة بمجرد الشك، فكلُّ ما لامسه هذا الفأر من أجزاء الغسّالة وغيرها طاهرة باقية على أصلها، لم تُخالطها أو تُجاورها نجاسة حتى تتوهمين أنها تنجَّستْ.
فهذا هو الأصل والحكم الشرعي لهذه المسألة، وأنت بحاجة إلى أن تُجاهدي نفسك للتخلص من هذا الوسواس، فإذا عرفت الحكم الشرعي عرفت أنها وساوس تافهة، وأفكار حقيرة، لا تحتاج منك إلى كل هذا الاعتناء والاهتمام، وهذا خيرُ علاج لهذه الوساوس.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسّر لك الخير، ويصرف عنك كل مكروه.