الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد خطبتي أصبحت رغبتي في الزواج متذبذبة، فما تفسير ذلك وعلاجه؟

السؤال

السلام عليكم

عندي مشكلة، وهي أني خطبت منذ شهرين، وكانت عندي رغبة في الزواج، وفي البنت التي خطبتها، ولكن أصابتني مشكلة مرتين قبل 15 يومًا، وتكررت لدي في 3 أيام، وصرت أكره البنت وأكره الزواج.

بعد ذلك ترجع الأمور مثلما كانت، يعني أصير أحب الزواج، والله لا أعرف ما المشكلة، ومرات أحس أن لدي رغبةً جنسيةً باردةً تجاه الجماع والزواج!

أريد حلاً لهذه مشكلة أو نصيحة، جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نوري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يُلهمك السداد والرشاد، وأن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

لا يخفى على أمثالك أن هذه الدنيا لا تخلو من الأكدار، فقد:
جُبلت علـى كَــدَرٍ وأنــت تريـدهـا ** صـفــواً مـــن الأقـــذاءِ والأكـــدارِ
ومـكـلِّـفُ الأيَّـــامِ ضــــدَّ طـبـاعـهـا ** متطـلِّـبٌ فــي الـمــاءِ جَـــذوةَ نـــارِ.

المصائب والمشاكل لا تترك أحدًا، والإنسان المؤمن ينبغي أن يرضى بقضاء الله وقدره، (عَجَبًا ‌لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَ الْمُؤْمِنِ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ فَشَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا له، أَو أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ فَصَبَرَ فكَانَ خَيْرًا له).

كما أرجو ألَّا تربط حصول مشكلات بتفكيرك في الخطبة أو حصول هذه المشاكل؛ لأن هذا من التشاؤم والتطير الممنوع، أمَّا إذا كانت المشاكل لها علاقة بموضوع الزواج؛ فينبغي أن تدرك أنه من طبيعة الأمور، ولا يعني هذا أن في الأمر سوءًا أو شرًا، ولا يجوز أن يُرتّب الأمور بالطريقة المذكورة.

لذلك أرجو أن تكون واضحًا في هذا الأمر، وتعزم وتتوكل على الله تبارك وتعالى، واجتهد دائمًا في أن تكون كثير الدعاء واللجوء إلى الله، والرغبة في ما عند الله تبارك وتعالى، ونبشرُك بأن من الذين يعينهم الله هو الذي يريد الزواج من أجل العفاف، والله تبارك وتعالى ييسّر للإنسان هذا الأمر، فقال: (إن يكونوا فقراء يُغنهم الله من فضله والله واسعٌ عليم)، وقد أيقن سلف الأمة الكرام بهذا، فكان قائلهم يقول: (التمسوا الغنى في النكاح)، ونسأل الله أن يُعينك على الخير.

هذه الإرادة والرغبة التي فيها صعود وهبوط؛ هذه كلها لها علاقة بالمشكلات التي تحصل، فالرجل دائمًا إذا واجهته أزمات مالية أو أزمات نفسية أو واجهته مشكلات إدارية في مكان عمله؛ فإن كل هذا ينعكس على رغبته وينعكس على حياته.

الحل هو أن تمضي مستعينًا بالله تبارك وتعالى، متوكلاً عليه، تبذل الأسباب وتتوكل على الكريم الوهاب، وعليك أن تُوقن أننا كبشر -رجالاً ونساءً- النقص يُطاردنا، (لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كَرِهَ منها خُلقًا رضيَ منها آخر).

نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً