الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حائرة في علاقتي بحماتي بين ضغط أمي ورغبة زوجي، فما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

من فضلكم: أنا متزوجة منذ أربع سنوات في بيت العائلة، حصلت مشاكل كثيرة مع حماتي، وآخر مشكلة أخطأتْ فيها في حق أمي، وأمي قالت لي: (سأغضب عليكِ ليوم الدين لو كلمت حماتك)، ولكن زوجي يريد أن يُرجع العلاقة، وضغط عليّ، وأنا كلمت حماتي لأجل الله، ثم لأجل زوجي، ولكن دون علم أمي حتى الآن، فهل ما فعلته يعد حرامًا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يبعد الشيطان عن الأهل وعن الأسرة؛ فإن هم الشيطان أن يغرس شجرة العداوة والبغضاء، ويساعد في قطع الأرحام، وقطع الصلات بين البشر، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

لا شك أن طاعة الزوج مقدمة، وطاعة الزوج هنا في أمر يريده الله -تبارك وتعالى-، فلا يحل لك أن تهجري والدة الزوج مهما طلبت الوالدة؛ فإن طلبها في غير مكانه، وقد أحسنت بالعودة للحديث مع والدة الزوج -الحماة-، وهي صاحبة فضل، وهي أم لك أيضًا، وأحسنت أيضًا بأنك لم تخبري الوالدة بذلك، فلست مطالبةً بذلك؛ لأن ذلك يدخل عليها الأحزان، ونسأل الله أن يعينك على كل أمر يرضي الله تبارك وتعالى.

وغضب الوالدة عليك في غير محله، ولكن بالغي في إكرام الوالدة، واجتهدي في برها، وطاعتنا للوالد أو الوالدة تكون في الأمر الذي لا معصية فيه، ومخاصمة والدة الزوج، ومصادمة رغبة الزوج في الصلح معها، كل هذه تعتبر أمورًا غير شرعيةً. وما قمت به هو الصحيح؛ لأنك صالحت الحماة دون أن تخبري الوالدة، فاستمري في ذلك، فإذا علمتْ الوالدة في وقت متأخر فاعتذري لها، وبيني لها أنك سألت موقعًا شرعيًا، وأفادوك بأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه وتعالى، ونسأل الله أن يطهر القلوب من الغل والعداوة والبغضاء.

وكوني سببًا في الإصلاح، وعلى زوجك أيضًا أن يبادر، وأن يجبر بخاطر والدتك، ويحاول أن يجمع بين والدته ووالدته الثانية - أمك-، فوالدة الزوجة هي والدة للزوج، وكذلك والدة الزوج هي والدة لزوجته، فينبغي أن ندخل بهذه المشاعر النبيلة، والاحتكاك بين كبار السن متوقع، ونحن هنا ينبغي أن نحسن إدارة الخلاف.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً