الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تغير نفسية المخطوبة بعد القبول الأولي، علام يدل؟

السؤال

تقدمت لخطبة فتاة، وتمت المقابلة العائلية بتواجدنا المرة الأولى، ولم يحدث حديث مباشر بيني وبين الفتاة؛ حتى تواصل معنا والدها وأبلغنا بأنه تم السؤال علينا، وتأكد بأننا من أفضل العائلات خلقًا وعلمًا، وطلب مقابلة أخرى، ليحدث حديث مباشر بيني وبين الفتاة، بشكل مباشر ومنفردين في منزلهم، فذهبنا وحدث اللقاء، وكنت أنا والفتاة واضحًا علينا علامات الراحة والسعادة الواضحة جدًا، وتكلمنا كثيرًا، وعند ذهابنا رافقتنا إلى باب المنزل بنفسها، وكانت سعيدة جدًا، وقالت لي بأنها سعيدة ومبسوطة.

بعدها بثلاثة أيام قام والدها بإبلاغنا بأن الفتاة عندما صلت الاستخارة، تقول بأن هناك انقباضًا أو خوفاً بقلبها، علمًا بأن الفتاة ذات خلق كريم، وأنا -كما يشهد لي الجميع- على خلق، وملازم لفعل الخير يوميًا، وتحدث أحد أفراد العائلة مع الفتاة هاتفيًا، وقالت الفتاة بأني من أفضل الشباب خلقًا وأخلاقًا وعلمًا، وأنها بالفعل كانت مبسوطة وسعيدة، ولكنها لا تعرف ماذا حدث، وواضح من كلامها بأنها صادقة، وطلبت منها أن تصلي استخارة ثانية، وأن ترد علينا في اليوم التالي، ولكن نتوقع بأنها ربما تستحيي أن تتصل مرة أخرى.

فهل يوجد تفسير لما حدث؟

وخصوصاً أن كل ما حدث كان في اتجاه القبول الشديد منها، وأهلها كانوا مرحبين جدًا.

أرجو الإفادة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك - أيها الابن الفاضل - في الموقع، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

سعدنا بحرصكم على أن تكون الخطوات بحضور العوائل، ومجيء البيوت من أبوابها، وسعدنا بما حصل من انشراح وارتياح عند الطرفين، بعد المقابلة الخاصة في مرحلة الخطبة، ونحب أن نؤكد أن البناء ينبغي أن يكون على ما حصل من ارتياح وانشراح، وما يحدث بعد ذلك بلا شك لعدونا الشيطان تدخُّلات فيه؛ لأن الشيطان لا يريد لنا الحلال، ولا يريد لنا الزواج.

وبالنسبة للمخاوف التي عند هذه الفتاة، إمَّا أن تكون مفسّرة بأنها تخاف من أشياء محددة، فعلينا عند ذلك أن نُذكّرها بأنها لن تجد شابًّا بلا نقائص، ولن يجد هو امرأة بلا عيوب، فنحن بشر، والنقص يُطاردنا، وإذا بلغ الماء قُلْتين لم يحمل الخبث أو تكون هذه المخاوف غير مرئية وغير معروفة، لكنها تشعر بمجرد ضيق؛ عند ذلك عليها أن تُكثر من قراءة القرآن، وأن تحافظ على أذكار الصباح والمساء، وأن تتوجّه إلى الله تبارك وتعالى.

وعلينا جميعًا أن نعلم أن الإنسان عندما يريد أن يُؤسس حياته الزوجية، فإنه يأتي الشيطان ليُصعّب المهمّة، ويُذكّرُه بالمسؤوليات، ويُخوّفُه من أمور لا وزن ولا قيمة لها؛ لأن همّ الشيطان أن يحزن أهل الإيمان، وعدوّنا لا يريد لنا الحلال، ولا يريد لنا الخير؛ ولذلك ينبغي أن تأخذ هذه المخاوف حجمها المناسب.

وعلينا أن نُدرك أن العاطفة تحضر؛ فيفرح الرجل، وتفرح الفتاة، لكن بعد ذلك ربما تتذكّرَ فراقها لأهلها، أو بُعدها عنهم، وأنها ستدخل حياة جديدة، إلى قرين لم تعرفه، وحياة لم تألفها، فقد يكون الانقباض بمثل هذه الأسباب.

لذلك أرجو ألَّا تستعجلوا في الرفض أو تستعجل هي في الرد، ولكن نعطي أنفسنا فرصة، والإنسان ينبغي أيضًا أن يُدرك أن هناك أموراً تحتاج مِنَّا إلى انتباه، أن يحرص الإنسان - كما قلنا - على المحافظة على أذكار الصباح والمساء، التي قال عنها الشيخ ابن باز: "فإنها نافعة فيما نزل، ومانعة لما لم ينزل"؛ لأن الأذكار حصن، يحمي بها الإنسان نفسه.

فنسأل الله أن يُعينكم على الخير، وأن يختم لكم بالخير.

المهم اعطوا أنفسكم فرصة؛ لأن الحياة الزوجية تُبنى على الرضا التام من الطرفين، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً