الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أرغب بحضور خِطبة أخي بسبب تطاوله على أمي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخي كان خاطبًا لمدة لا تقل عن ٧ سنوات، ومن ثم ترك خطيبته، وبعد شهر من ذلك كلمني، وكلم أمي لنتعرف على صديقته، وقال لنا بأنه لا يعرفها، ولا يتكلم معها، فذهبنا أنا وأمي، ولم نرتح لها، وعندما تكلمنا معه في هذا تصاعد الموقف بيننا، واضطررنا أن نوقف الحديث؛ لأنه حصل نوع من الصراخ والتهديد من قبله لي ولأمي، ولم أذهب معه لقراءة الفاتحة، وبعد ذلك اكتشفنا أن الفتاة لديها صديق مثلي على حسابها، ولديها أصدقاء شباب أيضًا على حسابها، وتنشر منشورات وكتب إلحادية، وأنها على صداقة مع أخي منذ ٣ سنوات، وهي ليست ملتزمةً، كما أن أخي ليس ملتزمًا، وعندما صارحناه بذلك طرد أمي، وقام بسبها، وسب أختي، وتطاول علينا كثيرًا!!

عندما نلجأ لأبي يكون قد نقل له أخي أشياء مختلفةً، وقد غير الحقائق، وقام بإقناع أبي بأننا فقط نرغب بانفصالها عنه، وكل ذلك لأجل خطيبته القديمة، ويقنع أبي بأننا لا نريد له الخير والسعادة، وكل ما في الأمر أننا نؤلف قصصًا كي يتركها ويعود لخطيبته القديمة، وليست لدينا هذه النية.

هو يكذب علينا، وعلى أهلي في شتى المواضيع المتعلقة بزواجه من هذه الفتاة، وأهلي لا حول لهم ولا قوةً في الأمر كله، ويطلبون منا مراعاته، واحتواءه، لكيلا نخسره.

هو لم يعتذر لأمي عن ما بدر منه من أذى لفظي في حقنا، وتريد أمي مني الذهاب معها لخطبة الفتاة، فهل يجوز لي مقاطعة أخي ومقاطعتها، أم أنه يعتبر قطعًا للرحم، ويجب علي الذهاب معه لخطبته؟ علمًا بأن الفتاة لم تظهر لنا سوى الود.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك ولأخيك الخير، وأن يهديه، إنه سبحانه جواد كريم.

أختنا الكريمة: لقد ذكرت أن لها صديقًا مثليًا، وأنها تنشر كتبًا إلحاديةً، ونحن هنا نسألك:

- هل لا زالت على علاقتها بذلك المثلي الشاذ؟

- هل لا زالت تنشر الكتب الإلحادية؟

- هي هي مدركةً لخطورة تلك الكتب، أم تنشرها وهي جاهلة بأمرها؟

هذه الأسئلة لا بد أن تكون محل بحث من قبلكم؛ للتأكد من هذا الوضع، فإن وجدتموها على ما هي عليه من نشر الإلحاد، وعالمةً به، ومن مصاحبة الشواذ؛ فإننا نطلب منك وفورًا الحديث مع الوالد، وأن يكون ذلك بالأدلة، حتى لا يصدكم، أو يتهمكم، وعليه أن يتخذ موقفاً حاسماً من منع هذا الزواج.

أما إذا كانت الفتاة تائبةً مما حدث، أو جاهلةً بما تنشر، وعرفت، وابتعدت، وأخوك على ما ذكرت غير ملتزم، والفتاة لم تظهر لكم غير الود، والأخ مصر على خطبته، والوالد مقتنع بكلامه، أو غير مقتنع لكنه لا يريد أن يخسره، ففي هذه الحالة ننصح أن تكونوا مع الوالد؛ لأن مثل هذا الشاب إن قاطعتموه ربما سيزداد سوءًا، وينتقل من دركٍ إلى دركٍ، وعليه فإننا نود منكم ما يلي:

1- الذهاب معه إلى الخطبة، وإظهاره بمظهر جيد.

2- الفصل بين خطأ الأخ ومخطوبته؛ فهو مخطئ في حقكم، ولكن ليس للفتاة ذنب.

3- الاجتهاد في التقريب بين الأخ ووالدتك عن طريق الوالد؛ فهو أكثر الناس تفهمًا له.

4- إظهار الود إليه؛ حتى لا يولد الشيطان في قلبه أنه مكروه منكم، فيزداد بعدًا.

5- الاجتهاد في تعريفه بطريق غير مباشر على أصدقاء صالحين؛ فالصاحب ساحب.

6- انصحوه أن يصلي صلاة الاستخارة، وأن يسأل أكثر عنها قبل الخطبة.

7- كثرة الدعاء أن يهديه الله تعالى.

نسأل الله أن يحفظكم، وأن يرعاكم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً