الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل قراءة رواية عن الجن يمكن أن تجعل الشخص يرى الكوابيس؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أعاني كثيرًا من مسٍّ عاشقٍ، وأحاول أن أتعالج منه، لكني لا أستطيع المواظبة على العلاج. حاولت في رمضان ودعوت الله، وابتعدت عن المرايا، ومنذ ذلك الوقت وأنا بخير، ولم يعد لدي شيء.

لكن في الفترة الأخيرة عادت إليّ أحلامٌ غير جيدة، وأحسّ بما أراه في الحلم، وأن أحدًا يُقيم معي علاقة، وأكون بخير لفترة، ثم أعود لأحسّ بذلك رغم أني لا أفعل شيئًا قد يكون هو السبب، إلَّا أني أشعر أن كل هذا حصل لي بسبب رواية قرأتها عن الجن منذ ثلاث سنوات، فهل يمكن أن تكون قراءتي للرواية هي السبب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يُقدِّر لك الخير حيث كان.

أختي الكريمة: آخر سطر في رسالتك هو مفتاح إجابتك، نعم، غالب الظن أن ما تشعرين به هو جراء اقتناع العقل اللاوعي عندك بما قرأت، وغالبًا ما يُجسِّد العقل ما اقتنع به عبر خيالات يختلط فيها الحقيقة بالخيال، وبالطبع يستغل الشيطان مثل هذا الموقف وتلك النفسية ليتلاعب بها، دعمًا لهزيمتها النفسية، وتسلط أفكار الرواية تلك على عقلها، وساحته في ذلك هي الأحلام.

وعليه فإننا نريد منك ما يلي:

1- التوقف عن قراءة تلك الروايات، أو أي شيء مكتوب عن الجن؛ لأنه للأسف أكثر المكتوب كلام غير علمي، وغير صحيح، والناس تضخمه لجهلهم به.
2- الاقتناع الذاتي بأنك بخير، وأن هذه مشكلة عابرة وقد انتهت.
3- المحافظة على الرقية الشرعية، ويمكنك القراءة على الماء، ثم الشرب منه، والاغتسال كذلك.

4- قراءة سورة البقرة يوميًا في بيتك، وإن عجزت فلا بأس من الاستماع لها.
5- عدم الذهاب للنوم إلَّا على وضوء.
6- المحافظة على أذكار الصباح، والمساء، والنوم.

7- التسلُّح بالعلم الشرعي، والمعرفة، وستجدين على موقعنا الكثير من الكتب المشروحة، فابدئي بالأيسر منها.
8- ابتعدي عن الفراغ، وابتعدي عن كثرة التفكير الخيالي، واشغلي وقتك بالمفيد والنافع.
9- أوجدي لك صحبةً صالحةً من الأخوات التقيات؛ فإنهنَّ عون لك على الطاعة.

وأخيرًا: أنت بالله أقوى، والجن لا يقدر على فعل شيء لك ما دمت بالله متحصنةً فلا تقلقي، ولا تخافي، واجعلي القرآن زادك، والأذكار رفيقك، ولن تجدي إلَّا الخير -إن شاء الله تعالى-، ونسأل الله لك العافية.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً