الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع أم زوجي التي تؤذيني ولا ترد عليّ السلام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

حماتي شخصية نرجسية، تشعر أني أخذت ابنها (زوجي) منها، وهي متضايقة مني ومن ابنها، كنا نسكن في شقة باسمها، وأخرجتنا منها، وأنا حامل في الشهر الرابع، زوجي الحمد لله ما زال يبرها، ويشهد له المقربون وأهله بذلك.

بادرتُ بالصلح أكثر من مرة، رغم أني لم أفعل لها شيئًا، والله يشهد على ذلك، وكانت تهينني كل مرة، وتعمل لي حظرًا مرة أخرى، وتوجه لي كلامًا جارحًا، وفي آخر مرة زرتها قبل سفري للعمرة لم تُسلِّم عليَّ، فقررت ألَّا أذهب إليها مرة أخرى.

الآن ابنتي عمرها سنة وثلاثة أشهر، وزوجي يطلب مني أن نذهب بها إليها، وأنا بصراحة لا أستطيع أن أضغط على نفسي، فقد عانيت كثيرًا عند الانتقال، وأسكن في شقة إيجار، وأثاثي غير موجود كله بسبب صغر الشقة، وتركت جزءًا منه عند أخي.

زوجي يقول إنني أعصيه لأنه يطلب مني شيئًا وأنا لا أطيعه، وهو الذهاب بالبنت إلى أُمِّه، فهل هذا يعتبر عصيانًا؟ هل أُحاسب إذا لم أذهب بالبنت إلى أُمِّه، علمًا بأن البنت دخلت المستشفى يومين ولم تأت لرؤيتها، وكانت تكلم زوجي فقط لتسأل عنها، مع العلم أنها لا تطلب رؤيتها أصلًا.

هذه السيدة آذتني كثيرًا، والله يشهد، فماذا عليَّ القيام به؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يحفظك، وأن يبارك فيك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وبعد:

نتفهم -أختنا- هذه المعاناة التي تحدثت عنها، ونتفهم كذلك طلب الزوج منك الذهاب إلى أمه لأجل أن ترى أمه ابنته، ونحن نقول لك أيتها الفاضلة: (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).

وأنت تعلمين أن صلة والدة الزوج وإن كانت غير واجبة عليك، إلا أن طاعتك للزوج واجبةً، وتعلمين كذلك أنها بابه إلى الجنة حتى وإن أخطأت، وتعلمين كذلك أن أجر تلك الصلة عظيم عند الله.

لذا ننصحك -أختنا- بما يلي:

أولًا: الموافقة على الذهاب مع الزوج، واجعلي النية خالصةً لوجهه الكريم، واحتسبي الأجر عند الله.
ثانيًا: الإحسان إلى أمه، ومقابلة سوء ما تفعل بحسن قولك؛ لعل الله يصلحها.
ثالثًا: اجتهدي ألا تكوني عائقًا بين الزوج وأمه، بل حرضيه دائمًا على البر بأمه احتسابًا للأجر.

افعلي ذلك -أختنا-، وثقي أن الله سيعوضك خيرًا في أولادك، وفي حياتك، وفي آخرتك؛ فما كظم عبد غيظًا وهو قادر على أن ينفذه إلا عوضه الله الخير في الدنيا والآخرة.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً