الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خاطبي أرمل ويكبرني بعشرين عامًا، فما حظوظ نجاح زواجنا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عزباء، عمري 39 سنة، تقدم لخطبتي رجل أرمل ولديه ابنة واحدة عمرها 13 عامًا أو أكثر بقليل، وضعه المادي جيد، فلديه راتب تقاعدي وبيت، هو ملتزم جدًا، بل هو شيخ له دروس في العقيدة وغيرها على منهج أهل السنة، ويحضر له عدد من طلاب العلم.

المشكلة أن فرق السن بيننا كبير جدًا؛ فهو يكبرني بحوالي 20 سنة، وأهلي دائمًا ضد هذا الفرق الكبير، خاصة أنني لم أتزوج من قبل، فهل أقدم ما عرفت عنه من خلق ودين وأقنع أهلي بالموضوع، رغم صعوبة الموقف، أم أترك الأمر لعل الله يرزقني من هو أنسب لي في العمر؟

علمًا أنه أخبرني أنه كان مريضًا بالمرض الخبيث في وقت ما، لكنه تعالج وشفي منه، يخبرني بذلك أمانة منه، فهل هناك مخاوف معينة من ذلك؟ وهل أرفض لهذا السبب؟

أفيدوني، جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

دائمًا ما يحتاج المرء إلى اتخاذ قرار مبني على أسس ثابتة، حتى لا يحزن أو يصيبه الهم، والواضح -أختنا- أن السن اليوم أصبح على مشارف الأربعين، والمتقدم على مشارف الستين، وعليه فإننا ننصحك: إن كان هناك بديل أنسب أن تنتظري، شريطة أن يكون المتقدم جادًا؛ حتى لا يضيع العمر هدرًا، أما إذا لم يكن هناك متقدم، فإن الشيخ فيه ميزات عديدة:

1- صاحب دين وخلق، وهو عالم على منهج أهل السنة، وهذا -إن شاء الله- يرجى منه الخير.
2- صادق وواضح، وهذه ميزة كبيرة كذلك، فأحيانًا ما يكون الغموض وسيلة هدم.
3- السن ليس كبيرًا جدًا بحيث تخشين من ذلك؛ فقد رأينا من هم في السبعين من أعمارهم وقد أنجبوا أولادًا -والحمد لله-.

هذه الصفات الحسنة يقابلها من ناحية أخرى المرض الذي عافاه الله منه، والفارق بينكما في العمر، وهما أمران يمكن تقبلهما في مثل هذا الوضع الحالي، لذا ننصحك بما يلي:

1- التأكد أولاً من مسألة السرطان الذي عافاه الله منه، وأن هذا لن يكون مؤثرًا على حياته الخاصة.
2- الاستخارة قبل الموافقة.

فإذا قدره الله زوجًا فهو الخير لك، ولعل الله يرزقك منه بمولود يملأ حياتك سعادة وبهجة، وإنا نسأل الله أن يقضي لك الخير، وأن يبارك في عمرك، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً