الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يوسوس لي الشيطان بأني لست جميلة!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أعاني كثيرًا من وساوس سلبية من الشيطان، مثل: أني لست جميلة، لا أستطيع فعل شيء، أنا ضعيفة، أنا لست صالحة، وهكذا.

هل هناك حل في الإسلام لهذه المشكلة؟ وهل تحدث هذه الوساوس لبعض الناس مثلي؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلًا بك في موقع إسلام ويب، ونسأل الله الكريم أن يبارك فيك ويحفظك من كل مكروه.

ما حدث معك -أختنا الكريمة- يحدث مع معظم الناس تقريبًا، بل نكاد نجزم بأنه لا يخلو منه أحد يومًا ما، فالوسواس أحد أهم أساليب الشيطان في تحزين ابن آدم، لكن يختلف أثر الوسواس من شخص إلى آخر؛ فهناك من لا يفهم طبيعة التعامل معه، فيظل الوسواس معه أيامًا وأشهرًا، وربما سنوات، وهناك من يفهم طبيعته ويدرك كيفية التعامل معه، فيغادره الوسواس من أول لقاء. لذا عليك أولًا أن تطمئني بأن ما حدث معك أمر طبيعي، ومتكرر مع الآخرين، كما يجب عليك أن تطمئني بأن له علاجًا، إذا فهمنا كيفية التعامل معه.

أختي الكريمة: أهم ما يجب أن تنتبهي له هو أن الوسواس لا ينتشر إلا في بيئة التفكير السلبي المحيط بالإنسان، وهو يعتمد على أمرين:
1- إظهار ضعفك وخوفك.
2- إضعاف ثقتك بنفسك.

لذا، إذا أردتِ القضاء عليه، عليك القيام بما يلي:
1- تحويل كل أمر سلبي إلى إيجابي.
2- ربط الوسواس بالسخف، وترديد ذلك باللسان "هذا وسواس، كلام فارغ"، فهذا نوع من التغيير المعرفي المهم جدًّا؛ فعندما يستخف الإنسان شيئًا، يحتقره، وعندما يحتقره، يحدث ما يُعرف بفك الارتباط الشرطي، أي أن الوسواس يُصبح وكأنه ليس جزءًا من حالة الإنسان.
3- الابتعاد عن الفراغ: فالوسواس ينمو ويتمدد في الفراغات الذهنية، لذا: أشغلي نفسك دائمًا بعمل مناسب، سواء كان مذاكرة، قراءة القرآن، أو عملًا يدويًا، المهم أن تكوني مشغولة ذهنيًا دائمًا.
4- عدم التماهي مع الوسواس أو الرد عليه: من أخطر الأمور التي يقع فيها البعض هو الرد على الوسواس، ومحاولة التدقيق في كل الجزئيات، هذا هو مراد الوسواس. فإذا جاءكِ الوسواس وقال مثلًا: "أنتِ لستِ جميلة!"، فمن الخطأ الذهاب إلى المرآة والتدقيق لاكتشاف أماكن الجمال، أو العيوب للرد عليه، هذا فقط يُنمي فكرة الوسواس، لذا: لا تردي عليه، ولا تناقشيه، بل استخفي به واستهزئي، وقولي: أنا جميلة؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) وغيّري تفكيركِ إلى أمر آخر مفيد لك.

إذا ما فعلتِ ذلك، فإنه سيغادر -إن شاء الله-، نسأل الله أن يحفظكِ ويرعاكِ، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً