الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبح التركيز عندي مشتتاً وأسهو كثيراً، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

قبل شهر تقريباً ظهرت عندي مشاكل في التركيز، وهي أني أسهو كثيراً، وخاصة عند الدراسة، وعندما أحاول التركيز في ما يقوله الأستاذ أشعر ببعض الألم في رأسي، وتشويش في النظر.

خاصة أنه قبل بضعة أسابيع صار عندي شحوب في الجلد، بشكل طفيف، وإعياء عام، وبعض الأفكار، والمخاوف الغريبة، مثل الخوف من فقدان الأهل إلى غير ذلك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الشاب- عبر موقع استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.

دعني أقول لك أولًا: إنك في هذا العمر من الشباب فأنت في السادسة عشرة من العمر، والأصل أن صحتك جيدة، ولم تبدأ عندك الأمراض المزمنة المزعجة، وأنا أرجح أن ما تمر به هو أمر عارض، ربما له علاقة بطبيعة نمط حياتك، والضغط أو التوتر الذي تعيشه قد يكون هو السبب، وأحيانًا ضغوطات الدراسة هي السبب، فأنت طالب، والدراسة أحياناً تأتي ببعض التحديات؛ مما يسبب للطالب الشاب بعض الأعراض التي ذكرتها من الصداع، أو التشويش في النظر، إلى آخره.

كذلك شحوب الجلد، ربما يكون أيضاً بسبب هذا التوتر، بالإضافة إلى ما ذكرته من الإعياء والتعب العام، والذي ربما له علاقة كما ذكرت بنمط الحياة وخاصة النوم، فالله عز وجل قدر لنا أن ننام ما يقارب سبع أو ثمان ساعات يومياً، أي أن ثلث حياتنا نقضيه في النوم، وما هذا إلا لأن النوم أمر أساسي في حياتنا وصحتنا، فأرجو أن تعتني بنوعية نومك، ومدته؛ مما يمكن أن ينعكس إيجابيًا على حياتك، ونشاطك الذهني والبدني، وكل هذا سيساعدك على الدراسة والتركيز، والنجاح، بعون الله.

أخي الفاضل: إذا كنت تعاني كما ذكرت من تشويش في النظر، فقد يكون هذا مؤشراً على أن الأمر يستدعي فحص النظر، لا أدري إن كنت تلبس نظارات طبية أو لا، فربما هذا مؤشر على أن إجراء فحص النظر عند أخصائي بيع النظارات أمر مفيد، وكل هذا طبعًا مع افتراض أن صحتك العامة جيدة.

إذا كانت عندك أعراض أخرى، كنقص الوزن، وضعف الشهية للطعام، وغيرهما، فربما أيضًا هذا يستدعي أن تراجع الطبيب، أعني طبيب الأسرة أو الطبيب العام، ليجري بعض الفحوصات العامة؛ لنتأكد أنك في حالة صحية جيدة، وإن كنت أرجح كما ذكرت لك أن ما تمر به أمر عارض، وخاصة مع ما ذكرت من الخوف من فقدان الأهل، فأيضًا هذا مؤشر على شيء من التوتر والقلق، لا أدري إن كان هذا مرتبطاً بحدث أو أحداث معينة مررت بها، أو مرت بها الأسرة، أو أحد أفراد الأسرة؟ أيضًا هذا كما ذكرت مؤشر للتوتر والقلق.

بشكل عام: أنصحك أن تتحدث مع المرشد النفسي في مدرستك، فلعله يرشدك إلى بعض الأمور، بالإضافة إلى فحص النظر، وزيارة الطبيب العام للتأكد من سلامة النظر، وأنك لا تحتاج إلى نظارات طبية أو غيرها.

أما هذه المخاوف التي ذكرت بأنها غريبة كالخوف من فقدان الأهل، فأرجو أن تكون حياتك الفردية والأسرية مطمئنة، وإلا إذا كانت هناك مشكلة أو صعوبة أو أي تحدٍ، فربما هذا يفسر هذه المخاوف الغريبة.

أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والسلامة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً