الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن أن يتحسن الاكتئاب ثنائي القطب مع هذه الأدوية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أكد الطبيب تشخيصي باكتئاب ثنائي القطب، ولاحظت عند تناول مضادات الاكتئاب بأني أعاني من الأرق الطويل، وأكون مستيقظًا لأكثر من يومين، وحاليًا توقفت عن جميع مضادات الاكتئاب، وأصبحت أنام -الحمد لله-، وكنت أعاني من زيادة النشاط في الكلام عند تناول مضادات الاكتئاب، وتزداد نوبات الاكتئاب وشدتها مع مضادات الاكتئاب.

ليس لدي هوس أبدًا، ولكن الاكتئاب هو المسيطر، والطبيب كتب لي دواء الاريبيبرازول، وقرأت في الكثير من الاستشارات في موقعكم حول من استفادوا من الدواء وحده، ولكني لا أرتاح عليه، وسبب لي نشاطًا زائدًا لا يطاق، أو ما يسمى بتعذر الجلوس، فغيره الطبيب لدواء النيوبريشن.

فهل يمكن أن يتحسن ثنائي القطب مع الاريبيبرازول فقط؟ وإذا كان كذلك، فهل يعني ذلك أن ثنائي القطب يمكن أن يتحسن على العلاج البديل النيوبريشن لوحده؟ وما هي جرعة نيوبريشن المناسبة لعلاج الاكتئاب؟ حاليًا أتناول 2 ملغ، وأشعر ببعض الاستقرار -الحمد لله-، ولا تزداد شدة الاكتئاب عن المعتاد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا -أخي الكريم-، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

يُعرف تمامًا أن نوبات الاكتئاب التي تأتي لصغار السن وتكون شديدة ومطبقة ومتكررة؛ هي في الغالب تمثل قطب الاكتئاب للاضطراب الوجداني ثنائي القطب، بمعنى: أن أي اكتئاب أحادي القطب يُصاب به شخص دون عمر الـ 30 سنة يجب أن نكون حذرين جدًّا في أن هذا الاكتئاب ربما يكون اكتئابًا ليس أحادي القطب، إنما هو اكتئاب ثنائي القطب.

وفي مثل هذا النوع من الاكتئاب، بالفعل نجد مكون المزاج ضعيفاً جدًّا، وربما يكون المزاج متوترًا، لكن نشاهد زيادة الطاقات، زيادة الحركة، وربما كثرة الكلام وقلة النوم.

أخي الكريم: بالنسبة لسؤالك حول الـ (الإريبيبرازول Aripiprazole): الإريبيبرازول دواء ناجع جدًّا لعلاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وجدواه تكون أفضل إذا كان القطب الهوسي هو الأقوى، لكن أيضًا يُفيد في القطب المختلط، أو القطب الاكتئابي.

ما دام الطبيب نقلك إلى عقار (النيوبيرشن Neopression)، فليس هنالك ما يمنع أن تُواصل عليه، وتُتَابع مع طبيبك، وهذا هو المهم في الأمر، الجرعة الدوائية دائمًا تُحدد حسب الحالة، وجرعة النيوبيرشن هي من واحد إلى ثلاثة ملغ.

وفي مثل هذا النوع من الحالة الاكتئابية التي أتتك، واتضح أنها انعكاس لوجود ثنائي القطب، ربما يكون عقار (اللاميكتال، Lamictal)، والذي يعرف باسم (اللاموتريجين، Lamotrigine) من الأدوية المفيدة.

المهم أنا أبشرك أن الحلول موجودة، والعلاجات متوفرة، والخطط العلاجية هي مسؤولية الطبيب المختص، ومن أهم الوسائل العلاجية -بجانب الدواء- هو أن يكون للإنسان أهداف وطموحات، وأن يكون نمط حياته نمطًا إيجابيًا من جميع النواحي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً