السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت قد قرأت في إحدى الفتاوى لديكم: أن من شروط التوبة الشعور بالذنب عمّا بدر منا، وسؤالي هو: ماذا يفعل من لا يستطيع الشعور بالذنب إطلاقًا، في كل ما يفعله؟
ليس تقليلًا مني بشأن ما فعلته أو غيره، فأنا أعلم أنه إثم عظيم ومن الكبائر، لكنني مصابة باضطراب نفسي يمنعني من الإحساس بالعديد من المشاعر، كالحزن والشعور بالذنب، ولا يمكنني البكاء مهما حاولت.
أنا حرفيًا لم أشعر بالحزن أو الذنب منذ ثلاث سنوات على الأقل، حتى عندما توفي شخصان كانا قريبين من قلبي، لم أشعر بأي حزن ولم أبكِ عليهما.
وعندما أرتكب أمرًا خاطئًا، لا أشعر بالذنب إطلاقًا مهما حاولت إقناع نفسي بضرورة ذلك، ولا تنزل مني دمعة واحدة، رغم أنني كنت سابقًا ممن يشعرون بالذنب ويحزنون لأبسط الأمور.
والمشكلة أنني عدت إلى ارتكاب نفس الذنب، وهو قراءة قصص محرّمة تتناول علاقة بين رجلين، رغم أنني والله لا أؤيد هذه الأفعال ولا أحبها، ولا أعلم لماذا أقرأها أصلًا، لقد قرأت ثلاث قصص من هذا النوع، وفي كل مرة أصلي صلاة التوبة وأعاهد نفسي ألّا أعود، وأجاهد نفسي طوال اليوم، لكنني في نهاية اليوم أجدني أقرأ قصة أخرى، أريد أن أتوقف عن هذا تمامًا، أعلم أنه أمر خاطئ، وأبحث عن طريقة أوقف بها هذا السلوك.
أمَّا عن العلاج من هذا الاضطراب، فليس متاحًا لي؛ لأن عائلتي ترفض الاعتراف بمثل هذه الأمور.
للتوضيح: أنا مصابة باضطراب خدر المشاعر، واضطراب الشخصية الحدية، واضطراب القلق العام، وفرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، وقد تم تشخيصي بهذه الاضطرابات منذ ست سنوات، قبل جائحة كورونا، لكن عائلتي لم ترغب في أن أواصل العلاج.