السلام عليكم.

اتجهت لطريق الدعوة عبر السوشيال ميديا، فهل من الممكن أن تقترحوا علي منهجًا أبدأ في تعليمه، أو بعض الكتب التي أبدأ بالنشر منها؟

وجزاكم الله خيرًا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في إسلام ويب.
نبارك لك هذه النية المباركة، ونسأل الله أن يفتح لك أبواب الدعوة، ويجعل أثرك ممتدًا، وكلماتك مفاتيح قلوب، وخطاك في سبيله خطوات مباركة وما دمتَ قد نويت الدعوة عبر "السوشيال ميديا" فاحرص على ثلاثة أركان لا غنى عنها: (العلم، والحكمة، وفهم الجمهور) وسنقترح عليك -على ضوء ذلك- منهجًا ميسّرًا تسلك به طريق الدعوة عبر الإعلام الرقمي:

أولًا: منهج التعلم، والدعوة التدريجية:

المرحلة الأولى: "ثبت الأصول"؛ بأن تبدأ بتعلّم الأصول العامة التي تبني دعوتك على علم وفهم من خلال:
- العقيدة السلفية الميسّرة: كتاب: الأصول الثلاثة، وشرحها للشيخ ابن عثيمين.
كتاب: فتح المجيد شرح كتاب التوحيد (تدريجيًّا).

- فقه العبادات للمبتدئين: كتاب: الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة (متدرج، مؤصل، صالح للنشر منه).

- السيرة النبوية الدعوية: كتاب: الرحيق المختوم؛ لتستلهم منه مشاهد دعوية، كتاب: زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم، اختر منه المواقف التربوية والدعوية.

- آداب وأخلاق الدعوة:
كتاب: حلل الإيمان: تهذيب مدارج السالكين (مختصر لابن القيم).
كتاب: الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة للشيخ عبد العزيز السدحان.

المرحلة الثانية: فن تبسيط المحتوى:
كتاب: فن الإلقاء الرائع (لمن يريد تطوير مهارات التصوير والخطاب).
كتاب: الكتابة للوسائط الاجتماعية (فيه مهارات الصياغة، وضبط الرسائل).

ثانيًا: ماذا تنشر؟

- أفكارًا عمليةً للنشر: آية + موقف + حكمة، مثال: تأخذ آيةً قرآنيةً وتربطها بحكاية واقعية، وتنهيها بعبرة.

- قصةً من السيرة + ربطًا بالواقع، مثال: موقف من صبر النبي ﷺ في الطائف، وتطبيقه على صبرك مع أهلك أو عملك.

- مقاطع مصغّرة من كتب السلف و"خاصةً ابن تيمية، ابن القيم، ابن الجوزي".

- مراجعات كتب، أو ملخصات دعوية بطريقة سلسة.

ثالثًا: نصائح ذهبية لك كداعية رقمي:
اختر بين أمرين: التأثير أو الانتشار، لأن الجمع بينهما صعب، فاختر أن تؤثّر في قلوب قليلة تُثمر، خير من آلاف لا ينتبهون.

- اصدق مع الله، ولو قل المتابعون؛ فمن أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس.
- استعن بداعية أو شيخ تثق به؛ لتراجعه في المحتوى.
- اجعل لك وقتًا ثابتًا للقرآن؛ فهو وقود الدعوة.
- كن أنت أول من يتأثر بما تنشره، ولا تُعلّم الناس الخير وتنسى نفسك.

وأخيرًا: نسأل الله أن يفتح لك من أبواب الدعوة ما لا يخطر ببالك، وأن يجعل لك في كل منشورٍ هدايةً، وفي كل تعليقٍ رحمةً، وفي كل متابعٍ نفعًا وأثرًا. ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾.

وفقكم الله لكل خير.