السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي مشكلة أعاني منها، وهي أنني أشعر بالكثير من الشكوك والظنون والأسئلة التي لا تنتهي أبدًا، بدأ الأمر منذ عدة سنوات عندما دخلت في علاقة محرمة مع فتاة عبر الإنترنت، رغم أنها كانت علاقة عاطفية فقط، ولم نرتكب معصية، ولا تقابلنا أبدًا، لكن هذه الفتاة كانت تعاني من أمراض نفسية، وكانت من محافظة مختلفة عن التي أعيش فيها، فلم أكن أعرف شيئًا عن ماضيها.
مع مرور الوقت، تعلقنا ببعضنا، وكنا نتراسل كثيرًا، ولكن يومًا بعد يوم بدأت أكتشف عن ماضيها أشياء، وأصبحت تظهر سلوكيات غريبة، وكنت أبحث وأسأل، وكنت دائمًا مشغولًا بها، كل هذه الأحداث التي استمرت لأكثر من عام، جعلتني شكاكًا ومتسائلًا دائمًا.
استيقظت يومًا وقد عزمت على قطع كل صلة بها، وفعلاً حصل ذلك، وأنعم الله عليّ بالتوقف عن كل هذا، وأرجو أن يتوب الله عليّ.
لكن بعد كل هذه الأحداث، أصبحت لا أصدق شيئًا بسهولة، وأصبحت شديد الشك، لا أصدق أحدًا إلّا بعد التثبت من كلامه، وأقضي معظم يومي أتساءل عن كل شيء: كيف أعرف أنني حقيقي؟ ومن أين تأتي أفكاري؟ وأسئلة كثيرة عن الدليل على صحة الدين.
وأصبحت موسوسًا في باب الطهارة، وأصبحت أتساءل وأشك دائمًا في نوايا من حولي، وحتى في نواياي أنا شخصيًا، وأصبحت لا أصدق الناس، وكل شيء أفعله بنفسي حتى يطمئن قلبي، وأي خطوة أو فكرة في حياتي يجب أن أبحث عنها: هل هي حقيقية أم لا؟ وهل هي شرعاً حلال أم لا؟
بمعنى أصح: أصبحت أشك من أجل الشك، وأسأل من أجل التساؤل، حتى إنني قرأت في الفلسفة؛ لمحاولة تخفيف ما بي، فكنت كالمستجير من الرمضاء بالنار، فأقلعت عن ذلك، وبدأت أقرأ في كتب السلف، وأحاول الالتزام قدر المستطاع، ولكن عقلي لا يتوقف عن التساؤل والقلق، أريد أن تعود الطمأنينة إلى قلبي مرة أخرى، فما الحل؟