السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اشتدت عليّ الوساوس كثيرًا هذا الأسبوع، وكنت أقضي ما يقارب ست ساعات مسترسلًا معها، أو باحثًا عن إجابة لسؤال يطرأ عليّ، وأضطر إلى تأخير الصلاة، حتى لا يتبقى من وقتها إلّا دقائق قليلة، لأنني أظل منشغلًا بهذه الوساوس.
أنا الآن في فترة امتحانات، ومع ذلك لم أستطع أن أذاكر، ومشكلتي أنني لا أستطيع أن أُعرض عن هذه الوساوس، بل أسترسل معها، وتجرّني من فكرة إلى أخرى، فمثلًا: يأتيني سؤال حول صفة معينة، هل هي من صفات الله؟ علمًا أنني قد قرأت وبحثت، وأعرف منهج أهل السنة في التعامل مع هذه الأمور، فأحاول تجاهلها، لكن لا أستطيع، بل أحيانًا أشعر أنني لا أحاول بجدٍّ، فأسترسل مع السؤال، ثم يأتيني سؤال آخر وأسترسل فيه، وهكذا.
وفي بعض الأحيان، أخطئ وأنفي صفة من صفات الله، ثم أُدرك أنني أخطأت وأنني لا أعلم، فأندم وأتوب، لا أدري لعل هذا بسبب كثرة الأسئلة، أم ماذا!
نوع آخر من الوساوس هو الشك، حيث يشككني في أمور أنا متيقن منها، فمثلًا: البارحة شككتُ في كون الكفر إثماً، ويقول لي الوسواس: "أنت لست متيقنًا من أن هذا التعبير صحيح"، وإن قلتُه، يقول: "لقد تكلمتَ في الدين بغير علم"، وأحيانًا أقول شيئًا وأنا على يقين منه، ثم أتردد بسبب الشك، وأبحث فأجد أن ما قلته صحيح، ومع ذلك يقول لي: "لقد تحدثتَ في الدين بغير علم"، وإذا حاولت تجاهله لأني قلت ذلك وأنا على يقين، يقول لي: "هذا من الاستكبار والكفر".
واليوم قررت أن أبدأ بجدية في التغلُّب على هذه الوساوس، فبحثت في موقعكم ومواقع أخرى، وقد سبق أن قرأت العديد من الاستشارات والفتاوى، لكن هذه المرة قررت أن أبذل جهدًا حقيقيًا، وألَّا أسترسل مع الوساوس.
وعندما تأتيني الوساوس أقول: "أعوذ بالله" عدة مرات، حتى تذهب عني، ولأول مرة (وأنا طبعي موسوس) شعرتُ أن الوساوس ذهبت دون أن أفكر فيها أو آتي بها، وشعرت حينها براحة وسعادة اشتقتُ لها، واستطعت أن أركّز على دراستي، وأذهب لصلاة الجماعة، ودمعت عيناي أثناء الصلاة.
يبدو لي أنني بدأت أسلك الطريق الصحيح، لكن أودّ أن أسمع منكم النصائح والتوجيه.