السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طالبة جامعية في السنة الأولى، وعمري 19 سنة، أكتب هنا لأنني أشعر بضياع حقيقي، وأحتاج إلى نصيحة صادقة ومباشرة.
التحقتُ بتخصص جامعي لم أفكّر فيه من قبل، ولم يكن ضمن رغباتي -الهندسة-، بينما كنت أرغب في تخصص في المجال الصحي، لكن والدي رفض التخصص الذي كنت أريده.
المشكلة الآن أنني لا أشعر بأي رغبة في الدراسة، ولا أملك دافعًا كافيًا للاستمرار، طوال الفصل الدراسي لم أكن أدرس بجدية، ونتيجة لذلك رسبتُ في مادة، وكانت بقية علاماتي ضعيفة جدًا.
أشعر بالعجز حتى عن التركيز، وكلما جلستُ للدراسة أبدأ بالشرود والتفكير في الخيال، وكأنني أهرب من الواقع، لكنني لا أستطيع أن أحدد: هل سأبقى على هذا الحال حتى لو غيّرتُ تخصصي؟
هل المشكلة أنني لا أرغب في الدراسة عمومًا، أم أن السبب هو دخولي في تخصصٍ لا يتوافق مع ميولي؟
والدي الآن يريدني أن أغيّر التخصص، لكن التخصص الذي يقترحه لا يروق لي أيضًا، وأنا، في الحقيقة، لا أملك هدفًا واضحًا، ولا شغفًا تجاه أي مجال معيّن.
لا أعرف ما الذي أريده فعلًا، ولا أشعر بالانتماء إلى أي اتجاه مهني أو أكاديمي، وأفكّر أحيانًا في ترك الجامعة تمامًا، لكن هذا القرار يُخيفني، لا أعرف ما الذي سأفعله بعد ذلك، ولا أريد أن أُضيّع سنوات من عمري بلا معنى، وفي الوقت نفسه، أشعر بالذنب تجاه والدي الذي تحمّل تكاليف دراستي، بينما أنا لا أحقق أي تقدّم يُذكر.
سؤالي هو:
- هل المشكلة في التخصص؟ أم فيَّ شخصيًا؟
- كيف يمكنني أن أركّز في دراستي، وأن أدرس لساعات أطول دون شرود أو تضييع للوقت؟
- هل من الطبيعي أن أصل إلى هذا الحد من الضياع في بداية حياتي الجامعية؟
- كيف يمكنني أن أكتشف ما يناسبني فعلًا، وأنا لا أشعر بأي شغف تجاه شيء معيّن؟
أشكركم على وقتكم، وأُقدّر أي نصيحة تقدمونها.