الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انخفض الضغط وأصبت بتوتر وهذيان وكسل الغدة الدرقية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا مريض ضغط دم مرتفع، ولست مدخنًا، ومنذ عامين بدأت أشعر بتنميل في أصابع القدم، وفي فصل الشتاء تتحول أصابع القدمين واليدين إلى اللون الأزرق، وعند عرض الأمر على الطبيب، أخبرني بأنه التهاب أعصاب، ووصف لي أدوية للعلاج، لكن بعد أسبوع من استخدامها ظهرت لدي أعراض حساسية وحكة في الجسم، فتوقفت عن تناول العلاج، فعاد التنميل والوخز مرة أخرى.

بعد ذلك بدأت أشعر بتورم في عضلة السمانة مع المجهود، يصاحبه شدّ عضلي؛ مما جعل الأطباء يظنون أنها جلطة، لكن بعد إجراء الفحوصات، لم تُظهر النتائج وجود جلطة في الساق.

كتب لي الطبيب علاجًا آخر للأعصاب وللأوعية الدموية، لكن بعد أسبوع أصبت مجددًا بالحساسية، ثم تدهورت حالتي الصحية، فتوقفت رقبتي ورجلي ويدي عن الحركة، وظهرت لدي صعوبة في البلع، وانخفض الضغط بشدة، فدخلت العناية المركزة، وكانت جميع التحاليل وقتها تظهر نتائج سلبية.

تم نقلي إلى مستشفى آخر، وهناك أُعطيت حقنة للحساسية، وبعد حوالي ربع ساعة استطعت تحريك قدمي وذراعي، ولكن بعد ساعة أصبت بحالة من الهذيان؛ حيث أفاد من حولي أنني كنت أصرخ وأقف في الغرفة، وشعرت حينها أن أبنائي يرفعون أصواتهم، رغم أنهم كانوا نائمين بالفعل.

كان لديّ إحساس داخلي بالرغبة في إيذاء نفسي، أو في الوقوف على سور الشرفة، وطلبت ممن كان معي في البيت أن يدخلوا غرفهم ويغلقوا الأبواب، ويتصلوا بشخص للمساعدة.

تم نقلي إلى المستشفى مجددًا، وتحول الأمر إلى التهاب رئوي مع سخونة واحمرار في العين، وضغط منخفض، مع أن جميع التحاليل كانت سلبية، واستمر انخفاض الضغط لتسعة أشهر، ثم عاد إلى الارتفاع مرة أخرى، ومنذ ذلك الحين، بدأت أتابع مع طبيب مختص في أمراض المناعة.

حتى الآن لم تُظهر التحاليل سوى ارتفاع طفيف في ANA وIgE، بينما بقيت بقية النتائج سلبية، وقد توقفت أعراض الحساسية بعد عام، ولكن مؤخرًا ظهر لديّ كسل في الغدة الدرقية، علمًا بأنني قبل 13 عامًا كنت أعاني من فرط نشاط الغدة الدرقية، وتناولت العلاج واستقرت حالتي منذ 10 سنوات.

الآن أشعر أحيانًا بطاقة غريبة في جسدي، يليها ظهور شيء أحمر صغير على الجلد أو لا يظهر شيء، بالإضافة إلى استمرار التنميل في أصابع القدم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

خلاصة الرسالة: أنت مريض ضغط دم مرتفع، وتعاني من تورم في القدمين واليدين، خاصةً في فصل الشتاء، مع شعور بالتنميل والوخز، كما تعرضت لوعكة صحية تسببت في حدوث حساسية وصعوبة في البلع، وصعوبة في حركة القدمين واليدين؛ مما استدعى إدخالك المستشفى والتعامل مع الحالة.

بعد ذلك أصبت بحالة نفسية من توتر وهذيان، نقلت على أثرها إلى المستشفى، وتحولت الحالة إلى التهاب رئوي وهبوط في ضغط الدم، وتم علاج الحالة، ثم عاد ضغط الدم إلى الارتفاع، وتعاني الآن من كسل في وظائف الغدة الدرقية بعد فترة من نشاطها.

والأمر في الواقع يحتاج إلى متابعة مع طبيب أمراض باطنة، أو في مستشفى لإجراء بعض الفحوصات اللازمة، فلا يتحول نشاط الغدة الدرقية إلى كسل بهذه الطريقة، وفحص وظائف الغدة هو الذي يحدد ما إذا كانت هناك حالة نشاط أو كسل، ويُعتمد في ذلك على مستوى الهرمون المحفز للغدة (TSH)؛ كمرجع رئيسي.

المستوى الطبيعي للهرمون المحفز (TSH) يتراوح بين 0.5 إلى 4.5، وعندما يقل (TSH) عن 0.3، نقول: إن هناك نشاطًا زائدًا في الغدة الدرقية، وللنشاط علاج مختلف عن علاج الكسل.

أما إذا ارتفع مستوى (TSH) إلى ما بين 5 و10: فيُوضع المريض تحت المراقبة، خاصةً إذا كان مستوى الهرمون الذي تفرزه الغدة نفسها (FT4) ضمن المستويات الطبيعية.

أما إذا ارتفع (TSH) فوق 10: فيتم وصف هرمون الثيروكسين كبديل للهرمون الذي لم تعد الغدة قادرة على إفرازه، ويبدأ العلاج بجرعات قليلة، ثم يتم التدرج إلى الجرعة المناسبة لعلاج كسل الغدة الدرقية.

وفي الأحوال الطبيعية، لا يتحول نشاط الغدة إلى كسل، ولا يتحول الكسل إلى نشاط في وظائف الغدة الدرقية.

ومتابعة قياس ضغط الدم مع تناول العلاج ضروري للحفاظ على ضغط الدم ضمن الحدود المقبولة، مع ملاحظة أنه أحيانًا قد تسبب بعض أدوية علاج ضغط الدم، مثل: نورفاسك وغيرها، تورم القدمين والساقين؛ لذا يجب خلال المتابعة مع الطبيب اختيار دواء الضغط المناسب، حيث تتوفر أدوية عديدة تنتمي إلى مجموعات مختلفة.

أما مسألة تحول القدمين واليدين إلى اللون الأزرق في فصل الشتاء، فقد تكون لها علاقة بالنحافة والتعرض للبرد الشديد، أو قد تكون جزءًا من متلازمة رينود (Raynaud's Syndrome)، وهي حالة طبية تتميز بتقلص الأوعية الدموية الصغيرة في الأصابع واليدين والقدمين؛ مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى هذه المناطق، ويتغير لون الجلد في الأصابع واليدين والقدمين إلى الأبيض أو الأزرق بسبب هذا الانخفاض في تدفق الدم.

ومن أسباب ذلك البرودة الشديدة، حيث يمكن أن تسبب البرودة تقلص الأوعية الدموية، كما أن التوتر قد يؤدي أيضًا إلى تقلص الأوعية الدموية وتفاقم الأعراض.

ويتم العلاج من خلال استشارة طبيب متخصص في الأوعية الدموية، كما أن العلاج الطبيعي يساعد في تحسين تدفق الدم في القدمين واليدين بشكل طبيعي.

والخلاصة: أن حالتك تحتاج إلى متابعة في مستشفى مختص، أو مع طبيب استشاري واحد يعرف تاريخك المرضي، ويطلب لك التحاليل المناسبة لحالتك، مع قياس ومتابعة ضغط الدم.

وفقك الله لما فيه الخير، وأتم عليك نعمة الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً