السؤال
فكرتُ سابقًا في نشر إعلان لتحفيظ القرآن الكريم، تطوّعًا مني لرغبتي في تنظيم حلقة، ورأيت أن من أقرب الوسائل إلى القلوب هي الدعوة الفردية والتخصيص، فعلّقتُ على بعض شقق عمارتنا ورقة صغيرة تحتوي على الإعلان.
والأغلب -بفضل الله- فرحوا به وتم تنظيم الحلقة، لكن المشكلة أن أحد المسؤولين من سكان العمارة نهرني بكلام جارح، محتواه: "كيف تعلّقين أوراقًا على الشقق؟ العمارة ليست دار تحفيظ!، وذلك في "قروب" السكان أمام عدد كبير منهم.
حينها شعرتُ بإحراج شديد، وليتني عرفت كيف أرد عليه وأحرجه كما فعل، لكنني اكتفيتُ بالقول: "أنا غير متفقة، ومع ذلك سأمسح الرسالة"، (وأقصد الإعلان الذي أرسلته في القروب).
وبعدها ردّ بردّ لطيف جدًا؛ مما زاد من شعوري بالغيظ لقدْرته على الخروج من الموقف وكأنه بريء، ولا أحد ردّ عليه، بل التزم الجميع الصمت.
لكن فيما بعد، تحدّث بعضهم فيما بينهم بأن تصرّفي كان صحيحًا، ولا خطأ فيه.
سؤالي: كيف أتجنب ظلم نفسي، أو لومها بمجرد تعرّضي لنقد عنيف؟ وكيف أفرّق بين التصرف الصحيح والخاطئ في المواقف الاجتماعية؟
أشعر بمسؤولية دينية، وأنه يجب أن أكون قدوة في التصرف، وفي الوقت نفسه، يجب أن أتقبل أخطاء نفسي ولا أجور عليها بهذا القدر.
مع العلم أن أحد الثقات أشار عليّ بلينٍ أن في الأماكن الخاصة يجب الاستئذان قبل تعليق أي ورقة، ولم يخطر ببالي هذا الأمر، فقد كان في فكري أنها خدمة وإحسان.
وأضيف أنني تربّيتُ في بيئة تحفظية بعض الشيء، فلا أحد يشير عليّ بتصرفات سليمة في المهارات الاجتماعية، أو يقدم لي تغذية راجعة، بل أتعلم أغلب الأمور – وإن كانت منطقية للناس – بالتجربة والندم.