السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم، لدي مشكلة كبيرة تعيق سيري في حياتي وسيري إلى الله، أسأل الله ثم أنتم أن أُرشد وأُهدى إلى الصواب فيها.
مشكلتي أنني تعرّضت للأذى من والديّ؛ فأنا شاب منَّ الله عليّ بفضل عظيم، فهداني وأصلح حالي، فأصبحت ملتزمًا بالصلاة، مواظبًا على تلاوة القرآن، وطالبًا للعلم.
ورغم توفيق الله لي في بترك الكثيرٍ من المعاصي، وابتعادي عن كثيرٍ من المآسي، إلا إنني واجهت مشكلة عويصة مع والديّ، تتمثل في أذاهما المستمر لي، سواء في الماضي أو الحاضر.
كلماتهما كالسكاكين تمزقني، ولا سيما أمي؛ فلم يسلم أحدٌ من إخوتي من أذاها اللفظي ولسانها الحاد، حتى أختي التي تُعَدّ الأقرب إليها، كثيرًا ما ينفد صبرها، فتنقلب عليها بسبب جحودها المستمر لجهودها.
أما أبي فهو رجل مهمل بخيل مستهتر، ينتظر منا أن نكون أبناء نُفاخر به، وأن نصبح أشخاصًا عظماء، مع أنه لم يبذل أدنى جهدٍ في سبيل ذلك، ولو زال فضله المادي، لزال وجوده كأب!
لقد صبرتُ عليهما، وصابرت كثيرًا، وجاهدت جهادًا عظيمًا، لكن لكل شيء حدود. أُحاول برّهما، لكن بيني وبين ذلك أميال طويلة، وأشواك هما زرعوها ليُصعّبا عليّ هذا الطريق، وما أصابني في صغري لا يزال يلاحقني إلى يومنا هذا؛ فقد انتكست فطرتي، فأصبحت مهووسًا بالرجال، وتدمّرت ثقتي، فصرتُ خائفًا من كل حال، وانقلب عقلي، فبات يبحث عن الكمال.
هذا وسواسٌ قهري، وذاك تعلّقٌ مرضي، وذاك إدمانٌ عارض، وهذا، وهذا... ولا تزال القائمة طويلة. أُصاب بالمشاكل فأسكت، وأتعرّض للتنمّر فأصمت، ثم أعاتب نفسي وأكبت مشاعري كما قلت، ولا تزال آثار الماضي تلاحقني حتى يومي هذا، وتُعيق سيري.
حاولتُ قدر الإمكان إصلاح نفسي، لكن نار الحقد تتأجج في داخلي، ويجاهدها زمهريرُ الطاعة الإلهي؛ فهما في حربٍ طاحنة، لعلّ أحدهما يغلب.
فأرشدوني من فضلكم.