الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحافظ على خصوصية أسرتي من الجيران دون إغضاب والدتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لديّ مشكلة لا أجد لها حلاً، وأرجو مساعدتكم فيها.

منذ أيام، أصبحت والدتي تفتح شباك البلكونة (الشرفة) بسبب ارتفاع حرارة الجو، ثم تضع ستارة قديمة وممزقة لحجب رؤيتنا عن الجيران، والمشكلة أن هذه الستارة مُهْتَرِئة وقد تكون شفافة نوعًا ما.

حاولت مرارًا إقناع والدتي بأن نغلق شباك البلكونة بالكامل حتى لا يتمكن أحد من الجيران من رؤيتنا، لكنها لا تقتنع، ووفقًا لوجهة نظرها القطط تقضي حاجتها في صندوق الرمل الموجود في البلكونة، فلا داعي لإغلاق الشباك كاملًا.

أصبحتُ عندما لا تراني والدتي، أقوم بإغلاق الشباك بالكامل خشية أن يرانا الجيران، لأني أشعر بالضيق عند تركه مفتوحًا، وهذا يتسبب في غضب والدتي، فأعتذر لها كلما غضبت مني بسبب إغلاقي المتكرر للشباك.

هذا الخلاف تسبب في مشاكل كبيرة بيني وبين والدتي، ولا أطيق أن أغضبها؛ فأرغب في رضاها عني، وفي الوقت نفسه لا أريد أن يرانا أحد من الجيران. أشعر بالحزن ولا أعرف كيف أتصرف، فأرجو منكم النصيحة والتوجيه.

كل ما أبتغيه هو رضا الله تعالى ومغفرة ذنوبي، وألَّا أكون عنده عاقًا لوالدتي، وأن أعيش سعيدًا مع أسرتي دون خلافات.

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ولدَنا الحبيب - في استشارات إسلام ويب، نشكر لك حرصك على برّ والدتك وتجنّب إغضابها، وينبغي أن تتبع هذا الحرص بالتطبيق والتنفيذ، وسيُعينك الله تعالى على ذلك ويُيسّره لك.

وما ذكرته من توجيه أُمِّك لك، وأمرها لك بعدم إغلاق النافذة، هذا أمرٌ بشيءٍ مباح، ليس فيه معصية لله - سبحانه وتعالى-، وفيه تحقيق مصلحة لِمَا ذكرته أنت من ارتفاع حرارة الجو، وهذه الضوابط كلها تجعل طاعة الأم في هذا الأمر واجبة، فالعلماء يُقرِّرون أنّه يجب على الولد أن يُطيع الوالد إذا أمره بشيءٍ مباح ليس فيه معصية، وليس فيه ما يضرّ الولد، ولا سيما إذا كان فيه مصلحة للوالد.

فنرى -أيها الحبيب- أن تحرص على طاعة أُمِّك، وألا تغضبها بذلك.

وما ذكرته من استعمال الستارة القديمة يكفي -إن شاء الله تعالى- لستر البيت، وكونها مهترئة، أو فيما تبدو شفافة، فهذا لا يعني أنّها لا تحجب النظر.

وإذا تمكنت من إقناع أُمِّك بشراء ستارة أخرى تُؤدي الغرض، أو قَدَرْتَ أنت على ذلك، يكون في ذلك تحقيق لِمَا تُريده أنت، ولِمَا تريده أُمِّك، ولكن على فرض أن هذا لم يكن في القدرة، فما دام ليس في الأمر معصية لله، بأنّ لا تبدو العورات التي يجب سترها؛ فإن طاعة هذا الأمر فريضة، وبذلك تَسلَم - إن شاء الله تعالى - من عقوق أُمِّك، ومن الوقوع في غضبها عليك.

نسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يوفّقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً