السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدثتْ مؤخرًا مشكلة كبيرة بين أبي وأمّي انتهت إلى طلاقهما بعد أكثر من أربعين سنة من الزواج، وكان السبب الخيانة، وقد اكتشفتْ أختي الأمر ثم أخبرتني به، فتحرّجنا من مواجهة أبينا مباشرة، فرأينا أن نتحدّث إلى عمّنا الأصغر ليقوم بنصحه، لكن ذلك أدّى إلى انتشار الخبر، فقرّر أبي أن يخرج من البيت، وطلب الطلاق بحجّة أنّنا فضحناه في حيّنا وبلدنا.
استأجر أبي بيتًا قريبًا منّا، غير أنّه رفض أن يكلّمنا أو يستقبلنا فيه، وحاولت أنا وأخي أن نتقرّب إليه قليلًا، فسمح لنا بزيارات معدودة، أمّا أختي فلم يُكلّمها منذ ما يقارب السنة، وإذا ذهبت إليه يرفض لقاءها، وإذا صادفها في الطريق لا يردّ عليها السلام، بل ذهب يومًا إلى بيتها فدعا عليها دعاءً شديدًا، وأغلظ لها القول.
وإذ بنا نفاجأ في هذه الأيام بأنّه قد غيّر محلّ سكنه وغادر إلى مكانٍ لا نعلمه، وأرسل رسالة إلى زوجي يُعْلمه أنّه رحل بلا رجعة، وأنّ اللقاء سيكون أمام الله، وأنّه خصيمُنا، وممّا يزيد الأمر تعقيدًا أنّ أمّي ترفض رفضًا باتًّا أن تعود إليه.
فما الذي يتوجّب علينا نحن الأبناء؟ وكيف نتصرّف إذا كنّا لا نعرف مكانه؟ وكيف نبرّه وهو يُقاطعنا، ولا يفتح لنا باب الوصال؟ وصدقًا صرنا في كدرٍ من العيش، نسأل الله أن يدلنا على طريقٍ نسلكه لننجو بين يديه سبحانه.