السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لدي أخ مصاب بالوسواس، يحرص على ألَّا يَسُبَّ أحدًا، وكانت تأتيه أفكار تقول: "ما دام أني أرتدي هذا القميص، فإن أختي قبيحة أو سيئة أو كذا"، وأخته طفلة، فيخاف أن يكون قد سَبّها أو وصفها بالقبح طوال ارتدائه القميص، فيشعر أنه يأخذ ذنوبًا طوال ارتدائه.
تأتِيه هذه الفكرة كلما ارتدى شيئًا، حتى صار بلا ملابس، تكلمنا معه، وقد فهم أنه ما دام يكره الفكرة ولم ينوِ عليها ولم يصدقها، وظل مرتديًا القميص بحسن نية، فلا شيء عليه، فاقتنع وبدأ يرتدي ملابسه مجددًا بلا خوف.
المشكلة بعد ذلك أنه كان يرتدي قميصًا ليخرج من البيت، فجاءته الفكرة مرة أخرى، فخاف من أن يكون قد نوى، وحاول طمأنة نفسه، فقال: "وما المشكلة لو كنتُ نويت عليها؟ سأخرج بالقميص نصف ساعة فقط وأعود".
وظهر لديه شعور بالرضا بأن يكون قد نوى عليها، ولكنه لم يصدقها ولم يعزم عليها، بل رضي بمحتواها واستسهل الأمر، ثم عاد وندم وقال: "لماذا رضيتُ بمحتوى الفكرة؟ لماذا قلت: ما المشكلة لو كنت نويت عليها؟"
ويأتيه شعور بأنه مذنب ما دام يرتدي القميص، وأيضًا كلما ارتدى أي شيء، تأتيه الفكرة فيخاف فيقول بقلبه: "ما المشكلة لو نويت؟"، ويشعر بالرضا تجاهها، فيخلع ويرتدي ويخلع ويرتدي، ويظل في دوامة، كلما ارتدى تأتيه الفكرة، فيخاف من أنه نوى، فيقول: "ما المشكلة لو كنت نويت؟ سأخرج بها نصف ساعة فقط أو كذا"، وأقواله التي يظهر فيها بالرضا أحيانًا تكون في نفسه وقلبه، وأحيانًا ينطق بها.
هو الآن لا يجد شيئًا يرتديه، فهل يجوز له أن يرتدي تلك الملابس ما دام لم ينوِ على الفكرة أو يعزم عليها أو يصدقها؟ وحتى لو رضي بها أو بمحتواها، أو قال: "ما المشكلة لو كنت نويت عليها؟"، وهو يقول: إن أمر الرضا بالنية عليها خارج عن إرادته، وأنه يكون حريصًا على ألَّا يرضى، ولكنه يفشل في كل مرة.