السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا حاليًا في التاسعة عشرة من عمري، طالب في كلية الصيدلة بجامعة الأزهر.
تدور قصتي حول الوسواس القهري في العقيدة وتأثيره على القلب، وقد بدأت معاناتي مع هذا الوسواس منذ دخولي الثانوية الأزهرية، وتحديدًا في الصف الأول الثانوي، تزامنًا مع التزامي بالصلاة وفعل الخير.
تفاقم الوسواس يومًا بعد يوم، فبدأت أبحث عن فتاوى وفيديوهات تطمئنني بأن إيماني بالله بخير، لكنه استمر معي نحو سنتين، حتى نهاية الصف الثاني الثانوي، حينها شعرت بأن قلبي لم يعد يقاوم هذه الشبهات؛ وأصبحت أسمعها دون أن أنكرها على نفسي، بل تمرّ كأي شيء آخر، وفقدت الخشوع في الصلاة تمامًا، وشعرت باليأس، وظننت أن الله قد طبع على قلبي.
تحولت الوساوس إلى شكوك، فصارت الشبهات تبدو لي أقرب إلى الحقيقة -والعياذ بالله- وعندما كنت أسمع ردودًا عليها، كنت أشعر بأنها ناقصة أو غير واضحة، حتى قراءتي للقرآن أصبحت مصحوبة بأسئلة ذهنية متكررة مثل: لماذا هكذا؟ دون أن أستنكر هذه الأفكار.
تركت هذه الأمور وأنا محطم تمامًا في بداية الشهادة الثانوية الأزهرية، وقررت أن أؤجل التعامل معها حتى أنهيها، كنت أتألم خوفًا من أن أموت وأنا على هذا الحال، حاملًا في قلبي هذه الشكوك، والعياذ بالله.
بقيت على هذا الوضع حتى لم أعد أكترث للموضوع نهائيًا، وعاد إليّ النوم الهادئ بعد أن فقدته، وشعرت أن قلبي قد مات بلا عودة، ولم أعد أهتم، حتى أنهيت الثانوية والسنة الأولى من كلية الصيدلة.
والآن قررت أن أعيد قلبي إلى فطرته السليمة، كما كان في السابق حين كنت أحب ديني حبًا فائقًا، وأتحدث دائمًا عن قصص الأنبياء وعظمة القرآن وقلبي يملؤه الفرح، أود أن أعرف: هل ما زلت مؤمنًا أم لا؟ وهل يمكن أن أعيد قلبي السليم، وكيف؟