السؤال
عمري 23 عامًا، بدأت أعاني من الخوف منذ ثلاثة أشهر، وهو لا يفارقني، بدأ هذا الخوف بنوبة هلع أرعبتني، وظننت أنني سأموت أو سأُصاب بسكتة قلبية، بعدها ذهبت إلى الطبيب لفحص القلب، وكان كل شيء سليمًا، أخبرتني الطبيبة أن السبب نفسي؛ نتيجة الخوف والقلق والقولون العصبي.
في الأسبوع الأول، كنت أتعرض لنوبات هلع متكررة، حتى أثناء النوم، حيث كان جسمي ينتفض، ولم أكن أنام سوى ثلاث ساعات في اليوم، لاحقًا، تحسّن نومي وأصبح أفضل، كنت أظن أنني مصابة بجرثومة المعدة أو بسرطان القولون، وكل هذه المخاوف كانت بسبب تأثر شهيتي بشكل كبير، لكن بعد فترة، تحسّن أكلي وعدت إلى طبيعتي.
بعدها بدأت أخاف من الأمراض النفسية، وأفكر: هل أعاني من القلق؟ أو الاكتئاب؟ أو اختلال الأنّية؟ وبدأت أقرأ عن أعراضها وأقارنها بما أشعر به، كنت أقول لنفسي: إذا كنت مصابة بالاكتئاب، فسأُجن، وسأضطر لأخذ أدوية نفسية، وكنت أبكي كثيرًا، وأرفض أفكاري وفكرة المرض النفسي.
قررت أن أذهب مع والدتي إلى عملها لتغيير حالتي النفسية، وتحسّنت نسبيًا، خفّت مشاعر الاكتئاب واختلال الأنّية، ثم قابلت ابنة صديقة أمي، وهي ممرضة، وسألتها عن مستشفى الأمراض العقلية، ومنذ ذلك الحين، بدأ الخوف من الفصام والذهان يسيطر عليّ، وأصبح التفكير فيهما محور حياتي، كل تفصيل، كل صوت، وكل شيء أراه، أبدأ بتحليله: هل هذا طبيعي؟! هل هذا حقيقي؟!
كنت أسمع الأصوات البعيدة، وأتذكر أصوات صديقاتي أو أهلي في ذهني، وهذا كان يخيفني، رغم أنني متأكدة أنني كنت هكذا من قبل، لكن لم أكن أشعر بالخوف، أي فكرة في رأسي تأتيني بصوتي، أو أسمع نصيحة من أحد بصوته، أو أتذكر ردود فعل من صديقاتي وأهلي، فأسمعها في ذهني، وأخاف أن أصدق أنها أصوات خارجية فأصبح مثلهم!
كنت أعاني أثناء النوم، حيث أسمع صوت أفكاري بوضوح، وأخاف أن تكون هلوسات سمعية، فأصبحت أنام على صوت القرآن حتى لا أسمع أفكاري وأخاف منها، بعد فترة، خفّت هذه الأفكار، وبدأت أراها طبيعية.
ثم بدأت ألاحظ هلوسات بصرية: أدقق في كل شيء أنظر إليه، مثلًا، وأنا في السيارة، أرى كيسًا في الشارع من بعيد، فأقول: "هل هذه قطة؟" ثم أدرك أنه كيس، أو أرى عمود كهرباء من بعيد، وأظن أن هناك شخصًا، ثم أقترب ولا أجد أحدًا، وأنا مدركة أنه لا يوجد شيء؛ كل هذا بسبب الخوف.
أحيانًا أرى أشياء عشوائية في الظلام أو الضوء الخافت، مثلًا: وأنا أنظر إلى هاتفي، أرى صورة ما بجانبه لثانية ثم تختفي، أعلم أن هذا طبيعي، لكن عقلي يخيفني منها، ثم جاءتني فكرة أن مرضى الفصام يظنون أن هناك من يسيطر عليهم، وخفت منها كفكرة. أنا خائفة جدًا أن يكون هذا هو الذهان.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

