السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالب، أسألكم أن تدعوا لي بالعلم النافع والرزق والبركة؛ لدي مشكلة، وهي أني أتناقش مع أبي وهو سريع الغضب، علماً أني لا أسعى لإغضابه، بل بالعكس أتجنب أن أتناقش معه بشيء يغضبه، ولكنه يأتي بكلام قديم فيُحَرِّفُه أو ينكره، مع أني أعلم أنه قال هذا الكلام وواثق جدًا منه.
مشكلتي هي أن الكلام الذي يقوله وينكره في الغالب كلام يتعلق بشخص، بمعنى يكون متحدثًا عن شخص (مثلًا: قد تبرأ من أختي وينكر ذلك، واتهم أمي وأهلي بكلام بذيء وهو لم يحدث منهم، ويقوم بنكرانه، وفي آخر نقاش، طلب مني أن آتي بوثيقة الزواج للطلاق من أمي، وعندما قلت له: "أنت قلت لي"، قال لي: "بل أنت الذي قلت ذلك"، وأنا قلت له: "أُفَضِّلُ الانفصال لتخفيف المشاكل"، ولكن لم أقل "وثيقة الطلاق"، وهو من قالها لي وكان غاضبًا، وقلت له: "حسناً"، ولم آت بها، وتحججت بعذر من اختراعي، لكي نتجنب لسانه، فهو يقول: "سوف أقوم بفضحكم أو بإحداث فضيحة لكم كي أُثبِت للناس أني على حق وأنكم أناس غير محترمين"، مع أنه لم يحدث منا أي شيء بذيء -والعياذ بالله-، وأنا أعلم ذلك، ولكنه يريد أن يكون هو المنتصر دائمًا، وأنه على حق).
عند نقاشي معه كي أُصْلِحَ، أجده يقول لي: "أتريد أن تعلمني فن التعامل؟"، مع أني فقط أريد أن أوضح أنه ليس كل الناس سواسية، فكل شخص يُتَعامَلُ معه حسب فهمه وشخصيته.
ملحوظة: هو يحلف بالله ويقول إنه لم يقل ذلك، مع العلم أنه يصلي ويقرأ القرآن، فاحتَرْتُ ما إذا كان مسحورًا أم هذه شخصيته! وهو دائمًا ما يمسك الزلات ويتحدث عن الماضي، فأنا أقول له: "إننا نَتَّعِظُ منه، ولكن لا نُذَكِّرُ الناس بأخطائهم بين الفينة والأخرى، فهذا يُنَفِّرُ الناس".
أنا أعلم أني إذا وافقته في كلامه سوف يُمْسِكُ هذا الكلام ويُعِيدُه لي كل مرة، ولن أستطيع إنكاره؛ لأني قلته، وفي نفس الوقت، إذا خالفته اشتد غضبًا وشرع في الكلام البذيء، (مثلًا: في الأمس قام بِسَبِّ ديني ودين أهلي جميعًا)، أبي نادرًا جدًا أن يتناقش معنا خارج إطار المشاكل، فكل بداية مكالمة أو نقاش تَنْتَهِي بمشكلة قادمة.
الموجز أني لا أريد أن أعُقَّه، ولكن لا أريد ظلم أناس آخرين، فإن أَمْسَكَ زلَّتي استخدمها ضدي وضد الناس، فهذا ما يدفعني لكي أخالفه، هو يريدني في صفه حتى وإن كان مخطئًا، فهو في نظره صَوَابٌ، فماذا أفعل؟ وهل يجوز أن أتجنب الحديث معه لتجنب المشاكل؟ وهل يصبح هذا عُقوقًا؟
أسأل الله لنا الهداية والرشد، وأن يصلح حالنا وحال الأمة الإسلامية، بارك الله فيكم، وشكرًا لمجهوداتكم.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

