السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا أعاني في علاقتي مع أبي، على الرغم من أنني كنت أكثر إخوتي برًا، وإرضاءً له؛ فقد كنت أساعده ماديًا عندما يحتاج؛ بحكم أنه عاطل منذ سنوات، ويرفض العمل إلا في وظائف "ترقى لمقامه"، تاركًا نفقة الأسرة والبيت لأمي ولي على أنه دين سيرده لنا، وهذا الكلام منذ سنوات، ولا زال يرفض العمل ذا الدخل الثابت، ويتاجر في المسابح التي هي أصلاً هوايته منذ أن كان بعمر صغير، ولا تدخل له مبلغًا في أغلب الأحيان.
بدأت مشكلتي عندما طلب مني دفع إيجار شقتهم كاملاً، وأخبرته بأني لا أستطيع؛ لأني بحاجة إلى سيارة، فغضب مني، وأصبح لا يكلمني، ويعاملني معاملة الغريب، وقد تكرر هذا الوضع، سواءً مع أخي الأصغر سنًا مني، أو حتى مع إخوته وأمه، وينسى كل المرات التي ساعدناه فيها، ويرى بأننا عاقون إذا فشلنا في تلبية احتياجاته مرةً واحدةً.
لقد شجعتني أمي على الرفض، ظنًا منها أنه عندما يحس بالضغط سوف يقوم بواجبه، ويوفر نفقة البيت على الأقل، أو يجد وظيفةً، وفعلاً لقد وفر مبلغ الإيجار، ولكن منذ ذلك الوقت لم نتكلم مع بعضنا، وعند زيارتي لبيت أهلي فإن التواصل بيننا لا يتعدى السلام، وتقبيل اليد والرأس.
الآن أمي غاضبة مني لأني انشغلت عن الاتصال بها بسبب ضغط العمل في الأسبوع الماضي، ولم يكن عندها من تفرغ حزنها عليه إلّا أبي؛ حيث وجدها فرصةً ليتكلم معي بفظاظة، ويقول لي: "ما تفعله في والديك ستراه في الدنيا قبل الآخرة"، فرددت عليه برسالة، ومن بعدها قام بحجبي من التطبيق.
عندما يسألني ربي سبحانه وتعالى عن والديّ، وهو يعلم بأني حاولت أن أبرهما وأساعدهما بما استطعت، أنا لا أنتظر التقدير، ولا أحزن عندما أعامل بشكل غير عادل، وأنا أعمل في وظيفتين بسبب عدم وجود مصدر أمان في حياتي فيما إذا فشلت، ولم أستطع الاتصال بهما بسبب انشغالي.
ربي سيعذرني لأنه يعلم بأني أبذل قصارى جهدي لأوفر المال لنفسي ولأهلي من بعدي، وعندما أعجز عن مساعدتهما فإن ذلك يكون بسبب الظروف، أو بسبب حاجة، فيكون غضبهما علي بغير حق.
سأظل أبرهما وإن غضبا علي؛ لأن الله أمر بذلك، ولأني أحبهما رغم كل شيء، ولكني تضررت نفسيًا من أبي، لدرجة أنني أصبت بنوبات الهلع المتكررة، ولا أعلم ما الذي يجب علي فعله؟ وكيف أتعامل مع أبي في هذه الحالة؟
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

