السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي هي النهي عن المنكر في القسم، المنكرات كثيرة، ولا أستطيع أن أنكرها كلها، وقد تعبت من فكرة أنني آثم على كل منكر لم أنكره.
أنا في أغلب الأحيان أنكر بقلبي، وقليلًا ما أنكر بالقول، وإذا أنكرت بقلبي فلا أغادر القسم عند حصول المنكر، ولا يمنعني من الإنكار باللسان سوى رغبتي في اجتناب المشاكل وعدم تصعيد الأمور.
في القسم يغتابون، فمثلًا يذكرون للأستاذة أن الأستاذ الفلاني ظلمهم، وكان يفعل كذا وكذا، ويذكرون عيوبه مستهزئين به جميعًا ويضحكون، كما يتحدثون عن فلانة مشهورة تعرض نفسها في "تيك توك" وغير ذلك، أقول في نفسي: لعل هذا من التظلّم، وذكر المجاهر بالمعصية، فلا يجب عليّ أن أنكر؛ لأن هذا ليس غيبة، ثم تأتيني أفكار بأني أتحجج لأتهرب من الإنكار، ورغم إنكاري لهذا الكلام بقلبي وكرهي له، لم أغادر القسم.
ثم إنّ الأساتذة في الاختبارات يغشّون التلاميذ ويساعدونهم في حلّها، وينظرون في أوراقنا ويخبروننا إن كان حلّنا صحيحًا أم خطأ، ويأتون باختبارات سهلة جدًا نظرًا لضعف مستوى المتعلمين، وحين تكون علاماتهم سيئة في ذلك الاختبار يلغونه ويأتون بغيره أسهل منه، المهم عندهم أن ينجح التلميذ ويتحصل على الشهادة آخر السنة.
حالة الغش هذه أنكرتها بقلبي، وحين أرادوا إقحامي فيها بأن يسألوني في الاختبار أخبرتهم أني لا أحب الغش، ولا أغش ولا أعين أحدًا على الغش، لكن الأستاذة تأتي لتنظر في اختباري وتقول لي: "أحسنت" عندما يكون حلي صحيحًا.
هذا بالإضافة إلى الاختلاط والتبرج، وغير ذلك من المنكرات، أصبحت أكره ذهابي إلى المدرسة، فهي بالنسبة لي مكان أجمع فيه ذنوبًا، وأرى فيه منكرات، ثم أعود إلى بيتنا، أصبحت أتمنى الزواج لأستقر في البيت.
تحدثت مع والديّ وأخبرتهما بما يحصل هناك وأنني أريد المغادرة حفاظًا على ديني، أمي رفضت ذلك وقالت لي: اهتمي بنفسك ولا تبالي بما حولك، أما أبي فقال: ارفعي الأمر إلى مدير المدرسة، وبذلك تبرأ ذمتك، ولا تنكري عليهم في القسم، واطلبي إنجاز اختبارك وحدك في قسم منفصل عنهم.
ماذا ترون؟ هل أغادر المدرسة؟ هل عليّ إثم في عدم إنكار كل منكر أراه؟ وكيف أبرئ ذمتي أمام الله ولا يكون عليّ وزر؟ وهل ذكر الأمر لوالديّ يعتبر غيبة لهم؟ أريد أن أبتعد عن الذنوب وأحافظ على ديني.
وفقكم الله لإعانتي، وجزاكم الله خيرًا.
بحث عن استشارة
الأعلى تقيماً

