السؤال
أعاني من مشاكل عائلية، فأبي دائم الشجار مع أمي على أشياء تافهة، وأنا تحملت الكثير، ولقد بدأت أكره أبي لأنه هو السبب في تعاسة عائلتي، وأصبحت على مشارف الاكتئاب النفسي.
ما الحل؟ وكيف أستطيع أن أُخرج نفسي من دائرة الحزن؟
أعاني من مشاكل عائلية، فأبي دائم الشجار مع أمي على أشياء تافهة، وأنا تحملت الكثير، ولقد بدأت أكره أبي لأنه هو السبب في تعاسة عائلتي، وأصبحت على مشارف الاكتئاب النفسي.
ما الحل؟ وكيف أستطيع أن أُخرج نفسي من دائرة الحزن؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة الأزهار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يُصلح لكم والدكم، وأن يحسن خلقه، وأن يرزقه الرحمة بكم والإحسان إليكم.
بخصوص ما ورد برسالتكِ فإنه -وكما لا يخفى عليكِ- أن الأخلاق والسلوك ما هي إلا ثمرةٌ من ثمار التربية الأسرية الأولى غالباً، وإن الإنسان منا يظل يحمل أخلاق أسرته حتى الموت، ولذلك يكون من الصعب على الإنسان أن يغير سلوكه إلا بعزيمةٍ وإرادة قوية، والكثير من البشر لا ينجحون في إحداث أي تغيير يُذكر.
لعل والدك من هذا النوع، فأنا أتصور أن والدك ضحية تربية خاطئة أكسبته هذه الأخلاق غير الحميدة وجعلته يتعامل مع والدتك بهذه الطريقة المزعجة، ولا أعتقد أن والدك سعيد بهذه الخلافات، وإنما هو يتألم أكثر منكم إلا أنه لا يُظهر ذلك، ولذلك أتمنى أن تراعي أنت وبقية الأسرة ذلك.
مع الأسف الشديد فلا أرى أمامكم علاجاً أو حلاًّ أعظم من الصبر والدعاء واحتساب الأجر عند الله، وحاولي ألا تكوني طرفاً في أي شجار أو مشكلة قدر استطاعتك، وحاولي اعتزال مكان الخلاف وتركه في أول الأمر.
أفضل علاج لكِ إنما هو الإهمال لهذه المشاكل واعتزالها، وعدم الانشغال بها قدر استطاعتك، ثم بعد مرور المشكلة وهدوئها حاولي التخفيف عن الوالدة، ووصيتها بالصبر واحتساب الأجر، والدعاء للوالد بالصلاح وحسن الخلق، وإذا أمكن مخاطبة الوالد بعد مرور العاصفة وعودة الهدوء إليه وتذكيره بالآثار المترتبة على ذلك.
كم يكون جميلاً ورائعاً أن تعقدوا جلسة أسرية لمناقشة الأسباب التي تؤدي إلى مثل هذه الخلافات، ومحاولة التخلص منها، إذا أمكنك ذلك تكونين قد أنقذت الأسرة كلها من هذا الشقاء المدمر، ولا مانع من الاستعانة بأي طرف مقبول من الأسرة كأحد الأقارب أو أصدقاء الوالد إن لم تتمكنوا من تصفية الجو بأنفسكم.
أوصيك ابنتي بالاعتدال قدر الاستطاعة حفاظاً على نفسيتك، وعدم شغل نفسك بهذه المشاكل على قدر استطاعتك، وساعدي الأسرة كما ذكرت لك إذا كان ذلك في مقدورك، مع دعم الأسرة كلها بالدعاء، واعلمي أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وأنه لا يرد القضاء إلى الدعاء، فعليكم بالدعاء مع الصبر الجميل، ونحن بدورنا في الموقع نضرع إلى الله أن يهديكم ويصلح بالكم، وأن يجعلكم من سعداء الدنيا والآخرة.
وبالله التوفيق.