السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحبة الاستشارة رقم: 261717، وأود أن أشكركم شكراً كثيراً لإفادتي حول ما أعانيه، وفعلاً يا سيدي فإن هذه الآلام تظهر حين أكون منزعجةً ومتضايقةً بشدةٍ من شيءٍ ما، وأيضاً تظهر حين أشعر بالبرد، وأحياناً تكون مرافقة لآلام الدورة الشهرية، وفعلاً أحس براحةٍ حين أضع الماء الساخن عليها، وإن كانت هذه الراحة مؤقتة.

وسوف أستعمل الدواء الذي وصفته -إن شاء الله-، ولكن لدي سؤال يا سيدي: لقد ذكرتَ أن دواء فلونكسول هو مضادٌ للقلق، فهل هو من نوع الأدوية النفسية؟ وهل له أية أضرار على حالتي النفسية بعد أن أتوقف عنه؟ فأنا -ولله الحمد- رغم أني أواجه بعض الصعوبات أحياناً لكني لا أشكو من أية أمراض نفسية.

وهل يجب أن أستخدم الدواءين اللذين ذكرتهما، أم أن واحداً منهما يكفي؟

وشكراً لكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأود أن أؤكد لك أن الفلونكسول هو من الأدوية النفسية المعروفة جداً، وحقيقةً فهذا الدواء يستعمل بجرعات صغيرة مثل نصف مليجرام، حبة يومياً أو مرتين أو ثلاثة في اليوم، ويُستعمل بهذه الجرعة لعلاج القلق البسيط والتوترات النفسية العامة، وهو من الأدوية السليمة جداً والتي لا تؤدي إلى أي نوع من الأضرار، ولكنه ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن وليس أكثر من ذلك.

وهنالك استعمالٌ آخر لهذا الدواء لابد أن أوضحه لك، وهو أنه يستعمل بجرعات كبيرة لعلاج الأمراض الذُّهانية مثل مرض الفصام، وتكون الجرعة في مثل هذه الحالات هي 5 مليجرام في اليوم، أي عشرة أضعاف الجرعة التي تُستعمل لعلاج القلق، ويعطى أيضاً في شكل إبر 40 مليجرام في العضل كل أسبوعين أو كل ثلاثة أو أربعة أسابيع.

وأرجو ألا تنزعجي مطلقاً لما ذكرته حول استعمال هذا الدواء للأمراض الذُّهانية، وهذا ليس مستغرباً، فكثير من الأدوية التي تستعمل لعلاج الأمراض الذُّهانية أو حتى لعلاج الاكتئاب تستعمل بجرعات صغيرة لعلاج القلق والتوتر والمخاوف البسيطة، وتُستعمل بجرعات كبيرة للغرض الأساسي الذي هو علاج الاكتئاب أو الذُّهان.

كما أن الدواءَ ممتازٌ ولا يؤدي إلى آثار جانبية كثيرة، وهو سليم جداً، وخاصةً إذا أُخِذَ بجرعة صغيرة، وأما حين يعطى بجرعة كبيرة ربما يرفع هرمون الحليب لدى النساء، وهذا يؤدي إلى إبطاءٍ في الدورة الشهرية، وهذا بالطبع لا ينطبق على حالتك مطلقاً لأن جرعتك هي من النوع الصغير.

وأقول لك بأنك لستِ بمريضةٍ نفسية -أتفق معك تماماً- ولكن هذه ظاهرة نفسية بسيطة ونحن دائماً -في الشبكة الإسلامية- نصف أفضل وأنجع وأكمل الوسائل لعلاج هذه الحالات حتى لا تتطور.

إذن؛ فالحرص على تناول الدواء يعتبر أمراً مهماً جداً مع بقية الإرشادات، ويجب أن يُستعمل الدواءان؛ لأن هذه الأدوية مكملة مع بعضها البعض، وهي تدعم بعضها البعض.

ومن أسوأ وأخطر الأشياء التي قد تحدث في تناول الأدوية النفسية هي ألا يتناول الإنسان الجرعة الصحيحة في الوقت الصحيح، وإذا وُصف دواءان مع بعضهما البعض أو ثلاثة فلا بد أن يكون هنالك سببٌ لذلك؛ لأن هذه الأدوية تدعم وتساند بعضها البعض في كثير من الحالات.

إذن؛ عليكِ استعمال الأدوية كما وصفتُها لك، وأنا متفائلٌ جداً أنك سوف تصبحين بصحة جيدة، وأرجو أن تقتنعي أن الفلونكسول دواءٌ بسيط جداً ولا يحتاج لأي وصفة طبية، ولا يسبب أي آثار انسحاب، حيث يمكن التوقف عنه بصورة مفاجئة ودون أي تدرج، وهو ليس من الأدوية الانسحابية، لذا أرجو فقط تطبيق الطريقة التي وصفتها لك فيما يخص استعماله، وأرجو أن تطمئني تماماً.

وبالله التوفيق.