السؤال
السلام عليكم.
ابني عمره 6 سنوات ونصف، وهو حيي ومطيع وذكي وناضج وصادق ومتفوق في دراسته، وأغلب الناس يحبونه لهدوء طبعه، ولكنه يخاف من الحشرات والحيوانات، وكذلك الأجانب وخاصة اليهود لمشاهدته الأخبار أحياناً معي أثناء تناول إحدى الوجبات مع انطلاق الانتفاضتين السابقتين، وأعترف بخطئي الجسيم حيث كنت أتجاهل تحذيرات زوجتي.
ورغم كل هذا فإننا كنا نعتقد أن الأمر سيزول بمرور الوقت، لكن الأمر استفحل وأظن أني مخطىء بكل المقاييس، حيث كنت أتعامل مع ابنتي من زوجتي الأولى بالعنف - أي أضربها أمامه -، لكنها أقنعتني أن أسلوبي هذا غير مجد لكن ابني كان في أول الأمر يستنكر علي ضربها مند صغره، ومعاملتي معه عادية جداً، حيث أني أحبه وأخاف عليه كثيراً لإصابته بنوبات الربو، لكن في الأيام الأخيرة زادت هواجسه فكلما رأينا بهائم يزداد جزعه، رغم ادعائه عدم الخوف منها.
وفي المدرسة اكتشفت بعض زميلاته خوفه فأخذن يحكين له قصصاً من الخيال الطفولي، وابني المسكين يصدق، فتارة يزعمن أن في المدرسة تلميذاً بمواصفات وحشية يعنف الأطفال، ولم يهدأ روع ابني إلا بعد أن أجرت أمه حواراً ودياً مع الوحش المفترض أمامه، وأظن أنه بدأ يحاول كتم مخاوفه وإظهار الشجاعة ليبقى بعيداً عن ملاحظات واستفسارات أمه اليومية التي تذكره بأن مقتضى صداقتهما يلزمه بأن يحكي لها كل شيء، وأما معي فلا يحاول أن يظهر عجزه، بل يحتاج أحياناً أن تطلعني أمه على بعض هواجسه تلك، وغالباً أنزل عند رغبات ابني.
وحقيقة لا أجد فيه ما يعاب إلا خوفه الذي يزداد وينمو بشكل يثنيه عن الذهاب إلى البقال أو قضاء حاجته بجانبنا في (Pot) عوضاً عن دورة المياه أمام عجز زوجتي وبكائها لشدة خوف ابننا، وأوصيها بالهدوء والتروي وأن لا تلح عليه كثيراً فيما يخيفه والتعامل معه وكأن الأمر عادي، رغم اعتقادي أن خوفه سيحرمه من مرح الطفولة، فكيف نتصرف؟
أفيدونا وشكراً.