السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا شاب أبلغ من العمر 19 سنة وقد أصبت بالاكتئاب النفسي منذ سنتين تقريباً، حيث كنت أعاني كثيراً من هذا الاكتئاب، وأظنكم تعرفون حجم هذه المعاناة دون أن أذكرها اختصاراً للرسالة، وقد ذهبت إلى طبيب نفسي فصرف لي اللوديوميل 25 ملغ ليلاً، وزناكس 25 ملغ ليلاً، ودوجماتيل 50 ملغ صباحا.
وبعد تناولي لهذا الدواء أحسست بتحسن كبير لمدة أسبوع، حتى أنني ولأول مرة في حياتي أحس بطعم الحياة، وبدون مبالغة أصبحت إنساناً آخر، فقد أصبحت أكثر نشاطا وابتهاجا، وأصبحت إيجابياً في تفكيري وأجد الحلول المناسبة دائماً وأصبح لدي أصدقاء كثر، وأصبحت تأتيني أفكار وطموح مستقبلية، وقد تلاشى الفشل تماما.
ومن شدة إحساسي بأنني تغيرت أهملت الدراسة لأنني لم أجد وقتاً إلا للانطلاق نحو الحياة الجميلة والاستمتاع بها، وأصبحت أكثر استيعابا للمواقف وأكثر جدية، وأصبحت لدي شخصية قوية ومستعد للحوار في أي وقت وفي أي موضوع، وكل هذا حققه لي هذا الدواء، وأقول هذا لأنني في بعض المرات حينما لا آخذ الدواء ولو لمرة واحدة تعود إلى أعراض القلق والاكتئاب، ولكن وبعد مضي أربعة أشهر على الإحساس بالحياة حدث لي شيء غريب وما زال مستمرا معي حتى هذه اللحظة.
ومنذ ثلاثة أشهر تقريباً حتى الآن أحس بكثرة النوم والخمول، وعدم الإحساس بطعم الحياة كالسابق، وعدم القدرة على التركيز والانتباه وخمول وضجر وعدم القدرة على التفكير بشكل رهيب، وتشتت الأفكار، وأنني مطالب بالنجاح في هذه السنة، وإذا بقيت معي هذه الأعراض التي ذكرتها فلا أعتقد أنني سوف أنجح، وإذا لم أنجح هذه السنة لا أعتقد أنني سوف أكمل الدراسة، وهذا كله سوف يعقد الأمور كثيراً في حياتي كلها، وأظنك تعرف السبب.
والذي أريده منك هو أن تفسر لي سبب رجوع حالة الاكتئاب النفسي بعد أربعة أشهر من التحسن الرهيب، وأكثر شيء أريد منك المساعدة فيه هو ضعف الذاكرة لأنني أخجل كثيراً من هذا الأمر حينما أتحدث مع شخص فتذهب أفكاري ويتشتت ذهني، حتى أنني فكرت في تناول عقار "Nootropil" الذي قرأت في موقعكم أنه يحسن الذاكرة، رغم أني ما زلت شاباً إلا أنني في بعض المرات أفكر في تناول هذا العقار، لأنني لا أتفاعل إيجابياً مع الناس.
ولقد بدأت في تناول عقار البروزاك منذ ثلاثة أسابيع دون شعور بالتحسن، بل أنني وبعد تناولي لعقار "فلوكتين" وهو المصنع محليا بدأت أحس بالغثيان وصداع وحمى وشعور بالرغبة في القيء، وهذه الأعراض كلها وجدتها في النشرة المرفقة مع الدواء، فهل أستمر على البروزاك؟ فقد قرأت كثيراً عن هذا الدواء وأنه يعتبر اكتشافا أحدث ثورة في عالم الطب النفسي، وأنه أسعد الملايين من الناس.
علماً أنني حالياً لا أشعر باكتئاب شديد، بل إنني أستطيع أن أضحك وأمزح مع الناس ولكنني أشعر بالنقص لأنني لا أستطيع التركيز في الكلام ولا أستطيع أن أنطق الكلام دون الرجوع إلى الذاكرة، فمثلا في السابق كنت أستطيع الحديث مع الناس دون الاستعانة بالذاكرة بالمرة، أي أن كلامي يكون عفويا وكنت أخاف أن أخطئ وفي نهاية الكلام يرد صاحبي على كلامي بمنتهى البساطة، أي أن كلامي يكون مفهوما وإيجابيا جداً.
وهذه الحالة كانت تحدث معي في تلك الأيام التي أخبرتك عنها سابقاً، والتي شعرت فيها بتحسن، بعكس ما يحدث معي الآن تماماً، فأنا لا أستطيع التطويل في الحديث مع أي شخص وأعتقد أن المشكلة الرئيسة هي ضعف الذاكرة وعدم التركيز وأعتقد أن مشكلة ضعف الذاكرة هي الاكتئاب النفسي، وأنا الآن أنتظر أن يحقق لي البروزاك شيئاً مما حققه لي الدواء سابقاً وكأنني غارق في البحر وأنتظر النجدة من شخص على اليابسة، ولا أعلم إن كان يسمعني حتى يأتي لإنقاذي من الغرق المحتم.
وجزاكم الله خيراً.