الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طرق علاجية للتخلص من نوبات الهرع المصحوب بضيق النفس

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

في البداية أقول لكم: جزاكم الله خيراً على هذه الجهود الطيبة لخدمة أمتكم الإسلامية، وجعله الله في ميزان حسناتكم يوم لا ينفع مال ولا بنون.

في البداية أحب أن أسرد لكم قصتي وهي: أني مريض منذ أربع سنوات بمرض نفسي اسمه نوبات الهلع، السنتين الأولى لم أعرف ما نوع مرضي، وبعد جلب الإنترنت في البيت علمت أنه نوبات الهلع، أنا أسكن في منطقة نائية جداً -تخيل أنها لا يوجد فيها مستشفى للطب النفسي- .

إخواني في الله: والله أنتم أملي بعد الله، وإليكم ألجأ بعد الله.

أنا لا أستطيع الذهاب من خارج هذه المنطقة بسبب هذه النوبات، ولكن تخيلوا حجم هذه الآلام التي أعيشها، وعزلتي عن مجتمعي بسبب ترقبي لهذه النوبات وهي:

ـ ضيق في التنفس مستمر، وتفكير في طريقة خروج الهواء من الجسم وأصبح وسواساً.

ـ الخوف الشديد من الموت.

ـ الخوف الشديد من نوبات الهلع وأنا داخل السيارة أو في مكان ضيق.

أشياء غريبة كل يوم يأتي عرض جديد، وأعاني ولا أحد يعلم عني شيئاً ولو صرحت في مجتمعي لظنوا أني مجنون. لذلك أرجو من الله ثم منكم أن تصفوا لي علاجاً لحالتي هذه.

لقد قرأت عن علاج اسمه السيبرالكس وفكرت فيه كثيراً ولكن قلت أستشيركم، وكان الله في عوني وعون كل مسلم مريض، ولكم مثوبة المتقين وجزاكم الله خيراً.

( أخوكم المتألم الصامت)

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ امل مقتول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمل مقتول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنك صالح الأعمال .

لقد وصفت حالتك بدقة وهي كما تفضلت أنك تعاني من نوبات الهلع أو نوبات الهرع، والهلع أو الهرع ما هو إلا نوع من القلق النفسي الشديد الذي تحدث فيه أعراض جسدية شديدة كضيق في التنفس وتسارع في ضربات القلب، وهذه تعطي الإنسان الشعور بقرب المنية، وكثيراً ما يستغيث الناس حين تأتيهم مثل هذه الحالات، والهلع أو الهرع كثيراً ما يكون مصحوباً بأنواع مختلفة من الوساوس البسيطة وكذلك عسر في المزاج، والبعض يشتكي أيضاً من نوعٍ من المخاوف الاجتماعية والتي من خلالها يفتقد القدرة على الخروج والتفاعل مع الآخرين والالتقاء بهم.

أخي الذي أود أن أؤكده لك تماماً أن هذه الحالة يمكن علاجها بصورةٍ تامة بإذن الله تعالى.

أولاً: يجب أن تتفهم أنها حالة بالرغم من أنها مزعجة إلا أنها بسيطة، وتتطلب منك أن تجاهد نفسك بعض الشيء في أن تخرج بالرغم من وجودك في منطقة معزولة إلا أنه من الضروري جداً أن تقضي وقتاً مع بقية الناس وتتفاعل معهم، والشيء الآخر يجب أن لا تتجنب مطلقاً هذه اللقاءات والتجمعات متى ما أتيحت لك الفرصة في ذلك.

الشيء الآخر هنالك ما يعرف بتمارين الاسترخاء، وهي تمارين مفيدة جداً في حالات الهلع والرهاب والقلق، وهذه التمارين متعددة الأشكال والأنواع وأبسطها ما يعرف بتمارين التنفس المتدرج، ففي هذه الحالات أو لممارسة هذه التمارين عليك الاستلقاء في مكانٍ هادئ، ثم تتأمل وتفكر في شيء طيب وسعيد وجميل، بعد ذلك أغمض عينيك افتح فمك قليلاً، ثم خذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف -لابد أن يكون التنفس بقوة وعمق وبطء- واجعل صدرك يمتلأ بالهواء وترتفع البطن قليلاً، ثم بعد ذلك أمسك على الهواء وبعدها أخرج الهواء عن طريق الفم، أخرجه أيضاً بقوة وبطء وهذا بالطبع هو الزفير...كرر هذا التمرين عدة مرات بمعدل مرتين في اليوم، وسوف تجد -إن شاء الله- أنه سوف يدخلك في حالة استرخائية وهذه تحسن من المزاج وتقلل من الرهاب.

بالنسبة للعلاج الدوائي، نعم بفضل الله تعالى توجد عدة أدوية فعالة وممتازة جداً وفوق ذلك هي أدوية سليمة وقليلة الآثار الجانبية، والسبراليكس يعتبر من الأدوية الممتازة، فعليك أخي أن تتحصل عليه وتبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام حبة واحدة ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى عشرين مليجرام ليلاً واستمر عليها لمدة سبعة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلاً واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، وبهذا تكون إن شاء الله قد أكملت العلاج الدوائي المطلوب، وعادةً ما يشعر الناس بتحسنٍ كبير بعد شهرين من بداية العلاج.

عليك بالانتظام في تناوله، وسيكون من الطيب والمفيد لك أيضاً أن تطبق الإرشادات البسيطة التي ذكرتها لك، خاصةً تمارين الاسترخاء، وكذلك محاولة التفاعل والاتصال بالآخرين، وعدم تجنب المواقف التي تحس فيها أنك قلق أو غير مرتاح.

أسأل الله لك التوفيق والشفاء والصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً