السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
العصبية وعبوس الوجه والشعور بالنقص والحزن والكآبة داخل الأسرة، ما سببه؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
العصبية وعبوس الوجه والشعور بالنقص والحزن والكآبة داخل الأسرة، ما سببه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رائد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجعلك من الفائزين المتفوقين وأن يجعلك من كبار علماء المسلمين.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فإن ما ذكرته من مظاهر غير طبيعية داخل الأسرة أعتقد أن وراءها أسباباً أدت إليها، وربما يكون الوضع القائم في فلسطين وتضييق اليهود عليكم سبباً من أهم الأسباب، وقد تكون هناك بعض الأمور الخفية التي يحاول الوالدان كبتها في داخلهما وعدم إظهارها لكم حفاظاً عليكم وعلى مشاعركم، حيث إن كثيراً من الآباء قد تكون لديهم مشاكل كبيرة يجتهدون في حملها وحدهم ويحرصون على عدم إيصالها لأبنائهم، خاصة أن وضعكم بفلسطين كما ذكرت، إلا أن المشاكل قد تكون من الحجم الكبير والعيار الثقيل الذي يصعب إخفاؤه بصورة كاملة فينعكس على تصرفات الأسرة ويبدون ملامحها رغماً عنهم، وأحياناً تكون هذه التصرفات وراثية، ورثها الآباء والأمهات من أسرهم ومجتمعهم الذي عاشوا فيه وهم صغار، ونظراً لطول المدة قد يصعب عليهم التخلص منه كليّاً رغم محاولاتهم إلا أن الطبع يغلب عليهم، وهذا يحتاج منك ومن بقية الأسرة الصبر واحتساب الأجر على ذلك عند الله؛ لأن مقام الوالدين عظيم عند الله ولا يجوز المساس به مطلقاً.
وأما إذا كنت أنت شخصيّاً الذي تعاني من ذلك فلا بد -يا ولدي- حتى تتخلص من هذه الأمور السلبية أن تتعرف على أسباب هذه الأمور وتحددها بدقة؛ لأنه إذا عرف السبب بطل العجب كما يقولون، فابحث عن أسباب هذه الأمور وحددها بدقة وهذه هي الخطوة الأولى.
الخطوة الثانية: ضع خطة زمنية للتخلص منها ولو على دفعات وفترات، وحاول القضاء على الأسباب الحقيقية لهذه الأمور سواء أكانت منك أو من غيرك، واعلم أن السعادة هي القناعة والرضا بالواقع الذي تعيشه، فإذا كنت قانعاً وراضياً بما قدره الله لك فستكون سعيداً دائماً بإذن الله، وإن كنت تشعر بخلاف ذلك فلا يمكنك أن تدرك من السعادة شيئاً؛ لأننا نحن الذين نجلب السعادة والشقاء لأنفسنا، (ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس).
والله الموفق.