السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي أن لدي ابن يبلغ من العمر 9 شهور، يُعاني من بقع أكزيما بالوجه، وتحمر ولها قشور، واستعملت عدة كريمات دون فائدة، ومنها الفاكورت ودكتارين، وهل للجو وطعامه تأثير؟
وشكراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلتي أن لدي ابن يبلغ من العمر 9 شهور، يُعاني من بقع أكزيما بالوجه، وتحمر ولها قشور، واستعملت عدة كريمات دون فائدة، ومنها الفاكورت ودكتارين، وهل للجو وطعامه تأثير؟
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة البدر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ما يشتكي منه ابنك هو على الأغلب أكزيما الرضيع، وهي من أصناف الأكزيما البنيوية.
والأكزيما البنيوية هي بنية خاصة، تسمى التأتب أو البنية الحرضية، حيث تكون عُرضة للتحريض وبشدة، أي أنها ترتكس (الارتكاس هو رد الفعل) بسرعة لأشياء وعوامل عديدة لا يرتكس غيرها إليها، وهذه البنية عادةً تكون عرضة للأكزيما أو الشرى أو الربو أو التهاب الأنف التحسسي أو التهاب الملتحمة التحسسي أو حمى القش، وتحتاج معاملة خاصة، أولها تجنب المثيرات التي تختلف من إنسان لآخر، ويسمي البعض هذا المرض بـ (ربو الجلد).
تتظاهر الأكزيما البنيوية حسب السن من2 شهر إلى 2 سنة بأكزيما الخدين، ويسميها البعض أكزيما الحليب، ليس لأن الحليب سببها، ولكن لظهورها في سن رضاعة الحليب، وقد تختفي أو تمتد لتتظاهر من سن 2 سنة إلى سن 12 سنة بأكزيما الطويات، خاصةً خلف مفاصل المرفقين والركبتين، وإذا استمرت بعد ذلك فقد تكون منتشرة على غير نظام.
غالباً أصحاب البنية الحرضية عندهم نبوغ في الرياضيات .
يجب الانتباه إلى أن التماس جلد الوجه مع المواد التي يتحسس منها هو من العوامل المساعدة على عدم استفادة المريض من العلاج؛ ولذلك يجب استعمال غطاء المخدة من القطن، وغسله بالماء دورا إضافيا بعد الصابون، وذلك للتخلص من آثار الصابون التي قد تكون سبباً في زيادة التحسس، كما يجب معرفة أن لباس الأم أو الموضع الذي يتكئ عليه جلد وجه الرضيع من لباس أمه قد يزيد الحالة بالتماس غير المباشر؛ ولذلك ننصح بأن تستعمل الأم لباسا قطنيا أبيض ناعما خاصة على كتفيها عند احتضان الرضيع.
إن استعمال الالفاكورت يجب أن يكون مفيدا، ولكن بوجود الأسباب الأخرى قد تكون الفائدة أقل؛ ولذلك ينبغي استعماله بشيء من التريث وبالكمية المناسبة اللازمة، وعند اللزوم وموضع اللزوم فقط.
هناك العديد من المراهم الكورتيزونية الأقوى، والتي تعطي مفعولا أقوى، ولكن لا ننصح بها على الوجه من جهة، ولا عند الأطفال من جهة أخرى،
الجو هو من البيئة التي قد تؤثر، ويجب تجنب الجو الذي يثير الأكزيما.
أما الطعام فالكلام فيه كثير، ولكن بعيداً عن التعقيد يجب أو من الأفضل تجنب الأطعمة التي بالتجربة الشخصية لابنك لاحظت أنها تثير الأكزيما عنده، سواء أكان التأثير عن طريق التماس مع جلد الوجه (مثل البندورة المطبوخة أو غير المطبوخة ) أو عن طريق الأكل.
الدكتارين هو مضاد فطريات لا يفيد في الأكزيما البنيوية.
وبشكل عام يمكن الانتباه إلى الملاحظات الهامة التالية حول (الأكزيما البنيوية) والتي نلخصها فيما يلي:
1- يجب إبقاء الجلد غير جاف بالاستعمال المتكرر للمرطبات؛ لأن الجفاف يتلوه حك ينتهي بالإنتان وزيادة التأكزم.
2- يفضّل غمس الجسم بالماء الفاتر أو الدافئ لمدة 10 دقائق، ثم دهن بالمرطب العازل مثل الفازلين قبل أن يجف الجلد، وبذلك يبقى الماء في الجلد ولا يتبخر، وهذه الملاحظة خاصة بالمرض المنتشر.
3- هُناك مستحضرات جديدة لإبقاء الجلد رطباً لفتراتٍ طويلة، مثل الـ ريبير يامانوشي، واندريال روك، والأحدث وهو حمض النيكوتين الموضعي، وغيرهم الكثير، ويمكن استعمالها على الوجه باعتدال.
4- يجب الابتعاد عن الغُبار والمثيرات الأخرى، وكل الأشياء التي تتطاير منها الجزيئات، مثل الطيور (ريشها) والقطط (وبرها) والنباتات (طلعها) والسجاد (غباره) وهكذا حسب معرفة المريض نفسه بما يثير مرضه، ودرهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج .
5- يفضل ألا يُستعمل السجاد في البيت، وأن تكون المخدة قطنية، غلافها جلدي، والفراش مغلف بمادة جلدية لا تتطاير أجزاؤها ولا ما بداخلها، وألا يكون في غرفة المريض زوايا تحمل الغبار، وأن يتم التنظيف للغرفة بغياب المريض بواسطة آلة الشفط (المكنسة الكهربائية) أو باستعمال الماء وليس بالكنس الذي يسمح بتطاير الجزيئات.
6- كما يجب مراعاة نفسية المريض دون دلال مفرط مفسد، ولا شدة تزيد من عنائه، خاصة عندما يكبر.
7- يجب تجنب الخروج أيام تطاير الجزيئات في الجو على اختلاف مصادرها.
8- عدم الدخول والخروج من أوساط متفاوتة الحرارة والرطوبة قدر الاستطاعة، أي الحياة بوسط معتدل مستقر مادياً وعضوياً ونفسياً.
9- للمساحات الصغيرة تبقى المراهم الكورتيزونية هي الحل الفعّال، ولكن لا تُستعمل لفتراتٍ دون الإشراف الطبي، كما يمكن استعمال البدائل الحديثة للكورتيزونات، مثل الماكروليماس، والبيماكروليماس، ولكنها غالية، وبالطبع لأنها جديدة وحديثة يجب أيضاً المتابعة مع الطبيب، ولا تؤخذ دون إشراف.
10- كثيرٌ من المرضى يحتاج مضادات الهستامين المنومة؛ وذلك لتهدئة المريض، والحكة بشكل غير مباشر.
11- المضادات الحيوية الموضعية قد يفضل تطبيقها لفتراتٍ طويلة؛ وذلك لقتل الجراثيم المتعايشة على سطح الجلد، والتي تعمل كمولدات أضداد (مثيرة للحساسية) وبذلك تهدأ دائرة تحريض المرض.
ختاماً: الحل الجذري غير موجود، إلا أن تجنب المهيجات للمرض يُعتبر أسلم وأرخص السبل، وقد تغني عن العلاج، وإلا فلابد من العلاج حسب الحالة واللزوم.
وبالله التوفيق.
بارك الله فيك جددتي عزمي للتغلب على مرض ابنتي
جزاك الله خيرا
جزاك الله خير