الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الأخ العاطل عن العمل في ظل ميله إلى سياقة سيارات الأجرة

السؤال

أنا لدي أخ وأريد مساعدته من دون أن أجرحه فمشكلته أن عمره 21 وإلى الآن لم يعمل، مع أن الفرص أمامه كثيرة وزملاءه الذين في سنه هم الآن متزوجون ولديهم عمل.

مشكلته أنه لا يحب الارتباط بالأعمال والاستيقاظ صباحاً، وكلما وجد عملاً يتركه! أو يفصل لأنه لا يحضر صباحاً وغير ملتزم في عمله.
أريد حلاً.
ملاحظة: أخي يحب سياقة السيارة وأمنيته أن يملك سيارة أجرة ليعمل عليها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ باراري حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فنحن ننصح بالاقتراب من أخيك والاستماع له ومحاورته في هدوء مع ضرورة الابتعاد عن أسلوب المقارنة بينه وبين زملائه، فكل ميسر لما خلق له، وسوف ينجح هذا الأخ في الأعمال الحرة التي لا يرتبط فيها الإنسان بغيره مثل قيادة سيارة الأجرة؛ فإنه يستطيع أن يعمل في أوقات نشاطه والناس يحتاجون إلى خدمات سيارات الأجرة ليلاً ونهاراً.

وقد أسعدني حرصك على المحافظة على مشاعر شقيقك وأفرحتني رغبتك في مساعدته، وهكذا تكون الأخوة الحقة، ولست أدري هل شقيقك يحافظ على الصلوات؟ فإنها من مفاتيح الفلاح والأرزاق، وقد فهم العلماء ذلك من ختام آية طه: ((وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى))[طه:132] ووجد من يخرج من المسجد ويردد: أي رب! أجبت إذ دعوتني وصليت كما أمرتني، فارزقني كما وعدتني، يريد قول الله تعالى: ((فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))[الجمعة:10].

وأرجو أن يجد هذا الشاب التشجيع من أفراد الأسرة والدعاء من الوالدين، مع ضرورة الاجتهاد في فهم نفسياته، وأدراك أسباب هبوط رغبته في العمل وزهده في الاستمرار، فإن معرفة السبب تساعدنا على إصلاح الخلل والعطب.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله مع ضرورة الإكثار من اللجوء إلى الله، ومرحباً بك في موقعك.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً