السؤال
السلام عليكم.
إن الإنسان في الأشياء المصيرية دائماً يحب أن يستشير من هم أكثر منه خبرة، ولأني لا أجد حولي من أثق في رأيه، فأنا أستشيركم وأجد لديكم النصح -بإذن الله-.
بداية أنا طالبة في السنة النهائية من كلية الهندسة، وملتزمة والحمد لله، ومنذ صغرى وأنا أرفض الارتباط إلا مِن مَن سوف يكون زوجاً لي في المستقبل، والأمر بالنسبة لي -في البداية- كان من منظور أخلاقي، أما بعد ذلك صار من منظور شرعي؛ لأني في الفترة الأخيرة قربت من الله أكثر والحمد لله، فالاختلاط عندما عرفت أنه حرام ابتعدت عنه إلا في الحدود الضيقة جداً، وابتعدت عن كل الشباب الذين أعرفهم في الكلية، والأمر كان سهلاً بالنسبة لي؛ لأن علاقتي أصلاً كانت محدودة بالشباب، وكذلك تركت الشات في هذه الفترة؛ لأني كنت لا أرغب فيه كثيراً، وما كنت أعلم أنه حرام، فتعرفت على شاب في النت، وكان الكلام بيننا محترماً جداً، وارتحت له وارتاح هو لي كذلك، وأرسل لي صورته وطلب منى أن نتقابل حتى لو في بيتنا، فلو حصل توافق استمر الأمر حتى نتزوج.
على كلٍ أنا لم أكن مرتاحة؛ لأني أتكلم مع شاب غريب، مع أني ارتحت له جداً، لكن غير مرتاحة للطريقة، وكنت أشعر أني أعمل عملاً يغضب ربي، إلى أن عرفت أن المحادثة مع الغريب في الشات حرام فتركت كلامه، مع أنه كان محترماً جداً في رده عليّ، ولم يحاول مضايقتي، مع أنه كان بإمكانه وبسهولة أن يفعل ذلك، فيمكن له أن يستغل كلامي معه في أن يعمل مشاكل لي، ولم يرسل لي على النت مرة أخرى، لكنه قال لي: ليس المهم الطريقة التي تعرفنا بها على بعضنا، المهم أنك مرتاحة إلي، وأن الإنسان قد يرتاح لإنسان ولم يره، والمهم هو ربنا سبحانه ما دمنا أننا نخاف منه، وأما الناس فلا يهموننا، وأنا لما فكرت في كلامه وجدت أن معه حق، وليس كل شيء تقول العادات: إنه خطأ نمشى وراءها، وتذكرت قول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: ( وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ )[الأحزاب:37]، عندما لم يرد الرسول علية الصلاة والسلام أن يتزوج زوجة زيد السابقة؛ لأنه كان ابنه بالتبني من قبل أن يحرم الله التبني.
لا أعرف ماذا أعمل؟ هل أخبر والدتي ثم يأتي هو للبيت؟ ولكن ماذا أقول لها لما تسألني: كيف تعرفتِ عليه؟ ويدور في ذهني أن الفراغ العاطفي هو السبب فيما أنا فيه، وقد كنت أستمع إلى جارتنا البارحة وهي تتحدث عن إحدى الفتيات -نعرفها- كتب كتابها على زوجها، وكان التعارف بينهما قد تم عن طريق النت، فتذكرت أمري وفكرت في طلب المشورة، فماذا أعمل؟