الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي يرفض سفري لأمريكا لإكمال دراستي!

السؤال

أنا حاصل على دبلوم محاسبة، ولي طموح أن أكمل في أمريكا، علماً أني أحمل الجنسية الأمريكية، ولكن المشكلة في والدي، لا يريد أن أسافر إلا بعد إكمال البكالوريوس في بلدي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Yyy حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن الخير في طاعتك لوالدك، كما أن المصلحة في أن تسافر بعد أن تتعمق في مرحلة الرشد، وحبذا لو صحبت معك زوجتك لتكون لك الأنيس والمساعد، وفي ذلك حماية لك ولها، كما أرجو أن تقوي نفسك في جانب العلم الشرعي فإن فيه حماية للإنسان من السقوط.

وحبذا لو حاولت أن تدعو إلى الله، فالناس هناك بحاجة لهذا الدين العظيم، وذلك بشهادة المفكرين المنصفين منهم، وكما قيل: (والفضل ما شهدت به الأعداء)، علماً بأن المسلم يستطيع أن يدعو إلى الله بسمته ومظهره وأخلاقه قبل أن يدعو إلى الله بأقواله، والدنيا تحتاج إلى نماذج حية متسلحة بالإيمان والعلم عندها غيرة على دين الله وشفقة ورحمة بخلق الله.

ولذلك فنحن نفضل تأخير فترة السفر إلى أمريكا حتى تكمل مرحلة البكالوريوس، مع ضرورة ألا تطيل فترة الجلوس هناك، وأن تكون على صلة بأهلك ووطنك الأم، وبذلك تتحقق لك عدد من الفوائد ويتمكن أطفالك مستقبلاً من الحفاظ على هويتهم، ولن يكون رابحاً من يفقد هويته وهوية أولاده؛ فإن الدنيا تجيء وتذهب، ولكن المهم هو الدين.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله وبالحرص على طاعة الوالدين فإن ذلك من مفاتيح النجاح والسعادة في الدنيا والآخرة، وعليك بكثرة اللجوء إلى الله، ومرحباً بك مجدداً في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يلهمك رشدك.



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً