السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم.
جزاكم الله خيراً على هذا الموقع، واستفساري هو كيف أختار الفتاة المناسبة للزواج؟ فأنا أبحث عن فتاة حالياً بمساعدة أمي وقريباتي، وهم يبحثون عن الفتاة المناسبة لي حسب مواصفاتي، حيث أريدها فاتحة البشرة، ومعقولة الطول، ومقبولة الشكل، وليس من الضروري أن تكون فائقة الجمال، وفي نفس الوقت أريدها محافظة وملتزمة نوعاً ما، وأنا لا أريد التنازل عن أي من الشروط التي ذكرتها.
فهل أنا مخطئ في ذلك؟ وأنا أعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا باختيار ذات الدين وأنا أريد ذلك لكن في حدود شروطي، وأخاف أن لا أوفق في اختيارها إذا كنت لا أتنازل عن هذه الشروط، وفرضا إذا تزوجت فتاة لست مقتنعا بها تماماً سواء من حيث اللون أو الجمال وكانت ملتزمة وصالحة فهل سأكون سعيداً معها؟ علماً أننا نعيش في زمان تكثر فيه الفتن في الشوارع والتلفاز، وإذا لم تكن زوجتي لديها جمال مقبول بالنسبة لي حتى لو لم تكن بقدر جمال من يظهرون بالتلفاز أخاف أن أفتن عندما أرى فتاة جميلة وزوجتي ليست جميلة حتى ولو كان ذلك على سبيل المصادفة، فأنا مؤكد أني لن أخون زوجتي، فليس من طبعي الخيانة، لكن أقصد أني من الممكن أن أندم وأقول لنفسي: لماذا لم أختر أجمل منها وقد حصل لي موقف قبل فترة حيث أني ذهبت لرؤية فتاة وصفتها لي أمي وزوجة عمي وكانت الفتاة من أسرة طيبة ومتأكدين من أخلاقها حيث كانت من حاضري الدروس الدينية فلم أقتنع بشكلها، ليس لأنها ليست جميلة ولكن لوجود عيب بسيط في آخر وجهها لم أتقبله ولم يذكر لي ذلك العيب قبل رؤيتها، وربما يكون ذلك العيب مقبول لناس آخرين لكن أنا لم أتقبله مع أن بقية الوجه جميل، والآن بعد ما رفضت أنا خائف أن أكون قد ظلمت الفتاة وأن ربي سيعاقبني بعدم توفيقي باختيار الزوجة الصالحة لأني رفضت لهذا السبب فقط، ولكن أنا والله قد ارتحت كثيراً للفتاة عندما تكلمت معها أثناء النظرة الشرعية، لكني رفضت لأني كنت خائفاً أن أظلمها في المستقبل إذا لم أكن مقتنعاً تماماً بشكلها.
فوالله لقد حزنت كثيراً عليها لأني رأيت على وجهها السرور عندما كنت أكلمها وكانت خجولة ومتوترة مما يدل على حسن أخلاقها، ولكن ماذا أفعل؟ لقد كنت مضطرا خوفاً من نفسي عليها؛ لأن فتاة بهذا الخلق تستحق من يتزوجها على اقتناع تام ورضا بكل ما فيها وليس لديه أي ملاحظات عليها، وربما من لا يعتبر أن ما في وجهها عيبا حيث أنه وراثة في عائلتها وربما تريدون مني أن أذكر هذا العيب ( فالعيب هو أن فكها السفلي منقسم إلى قسمين صغيرين) وهذا من خلقة الله وليس أثر حادث.
فأجيبوني ـ جزاكم الله خيراً ـ هل كنت مخطئا في نظرتي؟ فأنا أحس والله بتأنيب الضمير.
فقد قال لي أبي أن هذا العيب سينسى مع العشرة، لكن أنا لا أضمن نفسي.
وشكراً.