السؤال
يريد أن يتقدم لخطبتي شاب مسلم متدين، وعلى قدر كبير من الالتزام، لكني في حيرة من أمري، أولاً أنا من بلد وهو من بلد آخر "السودان".
ثانياً: ما يخوفني هو عدم الاستقرار السياسي في بلده.
أفتوني جزاكم الله خيراً.
يريد أن يتقدم لخطبتي شاب مسلم متدين، وعلى قدر كبير من الالتزام، لكني في حيرة من أمري، أولاً أنا من بلد وهو من بلد آخر "السودان".
ثانياً: ما يخوفني هو عدم الاستقرار السياسي في بلده.
أفتوني جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن ما ينقل عن السودان في وسائل الإعلام عار عن الحقيقة، ويؤسفنا أن دولنا الإسلامية تتلقى أخبار جيرانها وإخوانها في العقيدة عن طريق وسائل إعلام معادية لا ترقب في المسلمين إلا ولا ذمة.
وكم تمنينا أن يحرص حملة الأقلام والقائمون على أجهزة الإعلام على نقل الحقائق من ميدانها ومكانها؛ لأن الإعلام من وسائل الحرب والكيد، والمسلم مسئول عن سمعه وبصره ولسانه، والله سبحانه يقول: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا))[الأحزاب:70]، ويقول: ((وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا))[الإسراء:36].
وأخبرنا عن كيد الأعداء فقال: ((لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ))[آل عمران:186].
ومن هنا فنحن نقول لك: إذا كان الشاب صاحب دين وأخلاق فلا تفرطي فيه، ولا تترددي في القبول به، ولا تستمعي لما يقال عن عدم الاستقرار فإن وسائل الإعلام شعارها: اكذب اكذب حتى يصدقك الناس، فهم يجعلون من المحبة فيه كما يقال، وفي السودان ما يقرب من أربعين مليون شخص يمارسون حياتهم بصورة طبيعية، وإن حدثت توترات فهي محدودة وربما لا يسمع بها من هم داخل السودان، والبلد يتجه نحو الاستقرار بتوفيق الله سبحانه.
ونحن ننصح كل فتاة إذا جاءها صاحب الدين والأخلاق ووجدت في نفسها ميلاً إليه وقبولاً له، ووافق أهلها عليه وتأكدوا من قدرته على تحمل المسئولية وبضرورة أن تقبل به لأن (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).
ولا يخفى عليك أن المسلمة تستخير ربها وتشاور العقلاء والفضلاء والعلماء ثم تتوجه إلى من بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.