السلام عليكم.
لم أجد أحداً لأتحدث معه عن مشكلتي لا أماً ولا أختاً ولا صديقة، شعرت أن لا أحد يسمع إلي؛ لذا أرسل إليكم هذه الرسالة: (تمت خطبتي لمدة شهرين، وبعدها فسخ الخاطب الخطوبة دون ذكر أي سبب سوى التردد، وقد مر على ذلك شهران، وأحاول نسيان هذه الخطبة ولكني لا أستطيع، فكيف أنسى الخطوبة الفاشلة وكل ما قرأته عن الزواج؟! علماً بأني أعمل وأحضر حلقة لحفظ القرآن.
وجزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fat حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا ندعوك إلى شكر ربنا العظيم الذي خلصك من شاب غامض متردد، واحمدي الله كثيراً أن هذا الأمر حدث قبل أن تمضي معه في خطوات يصعب بعدها محو آثار العلاقة.
وقد أحسن من قال:
إذا المرء لم يلقاك إلا تكلفاً فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
وهنيئاً لمن وفقها الله للمشاركة في حلقات حفظ القرآن، وماذا فقدت من أقبلت على كلام الكريم المنان.
وأرجو أن تتذكري أن في الرجل عيوبا، وأن أكبر تلك العيوب تتمثل في هذا الذي صدر منه؛ لأن في ذلك دليلا على أنه غير مسئول، وأمثال هؤلاء قد يتخلى أحدهم عن أسرته في أي لحظة، وربما كان أمره ليس بيده.
والإنسان لا ينبغي أن يحزن على ما يفوته، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وكان السلف يرون سعادتهم في مواطن الأقدار، وإذا رضي الإنسان بما قدره الله اطمأنت نفسه، وأيقن أن الذي أصابه ما كان ليخطئه، فيكسب الأجر والثواب.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلمي أن الكون ملك لله وأنه لن يحدث فيه إلا ما أراده سبحانه، ونسأل الله أن يعوضك خيراً، وأن يقدر لك الخير ثم يرضيك به، وأشغلي نفسك بالمفيد، وأكثري من تلاوة كتاب ربك المجيد.
وبالله التوفيق والسداد.