السؤال
تقدم لخطبتي شاب فوافقت عليه بعد السؤال، بعد ذلك تقريباً بأربعة أشهر تركني وقال: إنه لا يريدني وإنه يكرهني، وصبرت وتحملت الألم، بعدها جلست حوالي ثلاث سنوات ثم تقدم لي شاب آخر عمره 33 عاماً، وعندما سألنا عنه قالوا: إنه لا يعمل وكان على وظيفة ولكن بسبب ظروفه النفسية ترك عمله ويصرف له راتب شهري ممتاز، وإنه كان يعاني من مرض نفسي، ولكن أصبح أحسن بكثير، ولا أعلم ما هو هذا المرض بالضبط!؟ فوافقت عليه نظراً لأنني أصبحت كبيرة في السن وعمري 33 عاماً، ولن يتقدم لي أحد لم يتزوج بعد، وأنا أعتبر أكبر بنت لم تتزوج بعد في قريتنا، وبعد الملكة ظهرت لي أشياء منها أنه لا يصلي وذلك على حسب قوله: إنه لا يستطيع الصلاة بسبب أنه لا يعلم ماذا يقول في الصلاة، ويخيل له أشياء لا نراها، ويحس أن الإمام يقصده في الآيات، وكذلك لا يستطيع السلام على والده ووالدته بسبب أنهما هما السبب فيما هو فيه، وكذلك عنده شكوك حتى في أنا، وقد حكى لي أهله أنه كان يصلي ويحب والده ووالدته ويحترمهما وكان مواظباً على عمله، ولكن ما حصل له من ثلاث سنوات فقط، مع العلم أنه إنسان طيب وذو أخلاق ومطيع وينفذ كل طلباتي، ويعيش وحيداً في مكان غير سكن أهله طيلة هذه الفترة، إنني أرحم هذا الرجل بسبب وحدته وكل الآلام التي يعيش فيها، حتى لدرجة أنني أبكي أحياناً عليه وأذكر أنه في بداية عقد قراني كانت حالته النفسية سيئة، فقد كان يبكي على أتفه الأسباب، والآن يشهد الكثير من معارفه وإخوانه أنه تعدل إلى الأفضل وأصبح مرتاحاً جداً حسب قولهم.
أنا الآن في أشد حيرتي: هل أكمل مشواري مع هذا الرجل أم أتركه بسبب الصلاة، وليس لأي شيء آخر؛ لأنني حاولت معه تكراراً أن يصلي ويقول: (يصير خير)، وأحياناً يذهب المسجد مع أبي ولا أدري ماذا أفعل! علماً أنه استأجر شقة وأثثها وهو مستعد للزواج، ماذا أفعل جزاكم الله خيراً؟