السلام عليكم.

ظهرت علي هذه الفترة أني أصحو من النوم وأمشي، وفي المرة الأولى نبهتني أختي أني صحوت فلم أصدقها، وفي المرة الثانية صحوت بعد صلاة الصبح وأحسست أن أحداً يقول لي قومي اكوي، فقمت ودخلت الحمام - الله يكرمكم - وعندما خرجت مشيت في البيت ولم أجد أحدا، فالكل نائم، مع أني متأكدة أن أحداً من إخوتي كلمني، وقالوا لم نتكلم.
وأخاف أن حالتي تتطور، مع أني لا أعاني من أي مشكلة، وهذه أول مرة أقوم وأمشي وأنا نائمة، علماً بأن هذه الفترة أحس باكتئاب شديد، لدرجة أني لا أحب أتكلم مع أحد، فأرجو المساعدة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجهولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن المشي أثناء النوم ظاهرة لم تفسر تفسيراً تاماً ولكنها مرتبطة بظواهر أخرى مثل الكلام في أثناء النوم أو الإصابة بالهرع في أثناء النوم، وهذه الظواهر خاصة المشي أثناء النوم تتواجد عند بعض الأسر؛ ولذا يُعتقد أن الجانب الوراثي ربما يلعب دوراً، كما أن هذه الحالات مرتبطة بالمرحلة العمرية، حيث إنها تظهر أكثر في فترة اليفاعة والشباب، وبعد ذلك إن شاء الله تبدأ في النقصان والتلاشي.

من أسبابها أيضاً القلق النفسي الذي قد يأتي للإنسان دون مسببات، كما أن الإجهاد الجسدي وكذلك الإجهاد النفسي ربما يلعب دوراً في مثل هذه الحالة.

الحمد لله هذه هي المرة الأولى التي تأتيك هذه التجربة، ونسأل الله تعالى أن تكون الأخيرة، وأنصحك بأن تكوني مسترخية جسدياً ونفسياً قبل النوم، لا تشغلي نفسك بأي أمر، وأنصحك أيضاً بأن تمارسي تمارين رياضية في أثناء النهار، يمكن أن يتم ذلك داخل البيت، وعليك أيضاً بأذكار النوم، وأن تقومي أيضاً بتمارين نسميها بتمارين الاسترخاء المتدرج، وأفضلها تمارين التنفس: نصف ساعة قبل النوم عليك أن تغمضي عينيك، وتفتحي فمك قليلاً وتفكري في حدث سعيد، ثم بعد ذلك خذي نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، يجب أن يمتلأ صدرك بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، وبعد ذلك أمسكي الهواء في صدرك، ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم، ويجب أن يكون إخراجه بكل قوة وتدرج.

كرري هذا التمرين البسيط خمس مرات متوالية، وكما ذكرت لك نصف ساعة قبل النوم، وإن شاء الله يقلل من حدوث مثل هذه الحالات أو يقضي عليها تماماً.

لابد أن يكون مكان النوم مهيئاً، بمعنى أن يكون السرير معداً إعداداً جيداً، وأنصحك أيضاً أن تنامي على وسادة خفيفة وليست مرتفعة ولا أن تنامي على وسادتين، ويجب ألا تكون هناك ضوضاء كثيرة، وحاولي أن تفكري دائماً في أمور سعيدة وطيبة قبل النوم، وكما ذكرت لك أذكار النوم هامة وضرورية.

إذا كان لديك درجة من القلق الحقيقي أو ما وصفته بالاكتئاب النفسي واستمر معك هذا الاكتئاب أكثر من أربعة أسابيع، فهنا يمكنك أن تتناولي دواء بسيطاً ومفيداً يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine)، تناوليه بجرعة خمسين مليجراماً ساعتين قبل النوم واستمري عليه لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقفي عن تناوله.

هو دواء بسيط وسليم ويساعد إن شاء الله في إزالة الاكتئاب وكذلك تلاشي المشي في أثناء النوم إن شاء الله.

أرجو أن تركزي على دراستك، هذا مهم وضروري جدّاً، وأن تنظمي وقتك، ولا تشغلي نفسك بهذه الحالة أبداً، فهي ليست دليلاً أبداً على وجود مرض نفسي أو عصبي حقيقي، وختاماً نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.