الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج القلق الاكتئابي المرتبط بأماكن معينة

السؤال

تأتيني حالة من الضيق والرغبة في البكاء بشدة وغصة في حلقي ولا أريد التحدث مع أحد عندما أكون متواجدة في منزلنا في أوقات الإجازة، في حين لا أشعر بهذا خارج المنزل، عادة في أوقات الدوام أعيش بعيداً عن المنزل ولا أشعر بهذا أبداً حتى وإن واجهتني مشكلات كثيرة في الدوام، والآن أنا في إجازة ولا أشكو من أي مشاكل أو أي شيء يضيق بي، ولكن أشعر بضيق شبه دائم؛ لأني في المنزل فقط.

فأرجو المساعدة بأسرع وقت، فأنا في حالة لا يعلمها إلا الله، بارك الله فيكم ووفقكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

فإن الحالة التي وصفتها من الواضح أنها حالة متقطعة، وفي مثل هذه الحالات نحن نعتبر أن الحالة النفسية والتي يمكن تشخيصها بأنها نوع من القلق الاكتئابي هي حالة ظرفية، أي مرتبطة بأوقات وأماكن معينة.

بطبيعة الحال ربما يكون هنالك مشاكل بالمنزل، نحن لا نستطيع أن نؤكد أو ننفي ذلك، ولكن ما دمت تكونين مرتاحة جدّاً في أوقات الدوام ومن ثم تحسين بالضيق في البيت، فهذا يدعو حقيقة للتأمل، والذي نرجوه منك هو أن تنظري إلى المنزل بإيجابية، أن تنظري إلى المنزل أنه المكان الذي يحتوي الإنسان ويجد فيه راحته، ويجب ألا تكون لك أي نظرات سلبية أو تشاؤمية حيال بيتك.

أنت من الواضح جدّاً أنك عرضة للقلق وللتوتر، وربما يكون أيضاً هذا ناتجاً من أنك تكتمين بعض الأمور في نفسك.

الذي أرجوه منك هو أن تلجئي إلى ما يسمى بالتفريغ النفسي، والتفريغ النفسي يتطلب من الإنسان أن يتفاعل مع محيطه، أن تفرغي ما بداخل نفسك، وتبعدي بقدر المستطاع عن الاحتقانات النفسية.

كثيراً ما نحتاج إلى أن نلتزم حدود الذوق في مخاطبة الآخرين أو محاورتهم، ولا شك أن هذا هو النهج الأفضل حين نلجأ إلى التفريغ النفسي.

البعض يسكت على بعض الأمور البسيطة وهذه بالطبع سوف تتراكم وتزداد وهذا ينتج عنه احتقان نفسي داخلي، فأنا أنصحك حقيقة بأن تعبري عن نفسك أولاً بأول.

ممارسة تمارين الاسترخاء أيّاً كان نوعها وُجد أنها مفيدة في مثل هذه الحالات، وهنالك كتيبات وأشرطة وسيديهات توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، فأرجو أن تتحصلي على أحد هذه الوسائط وتمارسي هذه التمارين.

الذي أنصحك به أيضاً هو الاستفادة من وقتك إلى أقصى درجة، وبالطبع لا تحرمي نفسك من الترفيه المباح، وممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة أيضاً يعتبر أمراً جيداً، وعليك أن تنظري إلى نفسك دائماً بإيجابية، وهذا إن شاء الله يساعدك كثيراً.

بقي أن أصف لك أحد الأدوية البسيطة والجيدة جدّاً والذي يعرف عنها أنها مفيدة جدّاً لعلاج هذا النوع من القلق والعصبية.

الدواء يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة خمسة مليجرام، وهذا يعني أن تتناولي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام.

تناولي هذه الجرعة مساءً بعد تناول الأكل، واستمري عليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة - أي عشرة مليجرام – تناوليها أيضاً ليلاً، واستمري على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى خمسة مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بجانب (السبرالكس) هنالك دواء آخر نعتبره مسانداً ومحسناً لفعالية (السبرالكس)، الدواء يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، أرجو أن تتناوليه بجرعة نصف مليجرام مرة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر.

هذه الأدوية أدوية سليمة وفعالة ومزيلة للقلق ومحسنة للمزاج، ولا تؤدي إلى أي نوع من الإدمان أو الضرر الهرموني.

أرجو أن تتناولي الأدوية بكل التزام وأن تتبعي الإرشادات التي ذكرناها لك، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية، وأنا أؤكد لك أن الأمر بسيط جدّاً، ونشكرك مرة أخرى على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً