الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموازنة بين العمل وتركه، بسبب الاختلاط

السؤال

السلام عليكم

أنا امرأة مطلقة، وبعمر 28 سنة، ولي بنت، وأعيش مع والدي وإخوتي، مستواي جامعي وأهلي يدفعونني للعمل، لأعيل نفسي وبنتي وتأمين المستقبل، وأنا أرفض ذلك بحجة الاختلاط الكبير من خروجي من البيت ابتداء، إلى مكان العمل انتهاء، حتى معارفي من أقارب وصديقات يحذرونني من ترك العمل، والبقاء في البيت، فبم تنصحونني؟ فرأسي مليء بالمتاهات، وانشغلت بالتفكير بين تحقيق رغبتي -وهي المكوث في البيت- وبين الخوف من الندم على كلامهم في المستقبل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أيتها الأخت الكريمة- في موقعك استشارات إسلام ويب، ونحن نشكر لك حرصك على التزام حدود الله تعالى وتجنب الوقوع فيما حرمه عليك، وكوني على ثقة -أيتها الفاضلة- بأن تقوى الله تعالى مفتاح الفرج، وسبب لكل خير ورزق، فقد قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) ومن ترك شيئاً لله عز وجل عوضه الله خيراً منه، وهكذا أخبرنا نبينا صلى الله عليه وسلم، وقد أصبت كبد الحقيقة بتخوفك من الاختلاط؛ فإن الاختلاط بالصورة التي نراها اليوم من أعظم أسباب فتنة الرجال بالنساء.

لذا فوصيتنا -أيتها الأخت الكريمة- أن تعيدي النظر في شأن العمل خارج البيت بهدوء، ولا داعي للخوف والقلق، بل أحسني الظن بالله تعالى واصدقي في توكلك عليه، فإن كنت تحتاجين للنفقة، ولا تجدين من ينفق عليك، فلا حرج عليك في العمل، لكن اجتهدي في البحث عن عمل بعيد عن الاختلاط بالرجال، فإن لم يكن فالتزمي حدود الله تعالى وراقبيه، وذلك بالالتزام بالحجاب الشرعي، وتجنب الخلوة بالرجال الأجانب، ومصافحتهم ولين الكلام معهم.

أما إن كنت تجدين ما يكفيك من نفقاتك، وإنما تريدين العمل من أجل تأمين ما يتوقع من حاجات المستقبل؛ فإننا لا ننصحك بتقحم هذه الصعاب، والتعرض للوقوع في الفتن تحت هذا المبرر، فلعل الله تعالى يكفيك هذا الهم من حيث لا تحتسبين.

وفقك الله تعالى لكل خير، ويسر لك أمورك، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً