الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تتعلقي برجل لا تربطك به صلة شرعية

السؤال

إلى فضيلة الشيخ..قريبي متزوج وعنده أطفال، زوجته كانت سببا في قهر أمه ووفاتها بسكتة قلبية، لم أكن أعرف هذا السبب عندما رأيته لأول مرة، فعندما التقيته أحببته، ولكن لم أظهر ذلك لأنه متزوج، أخته عرفت ذلك وقالت لي إنها تريد أن يتزوجني لأنه غير سعيد بزواجه، والذي يسكته هو عياله، زوجته تتعامل مع السحر والمشعوذين اللهم احفظنا، وهو أظهر أمام الجميع أنه يميل إلي، ولكن فجأة تراجع، حتى تليفون لأبي لم يعد يتصل، هذا الرجل طيب جدا، وأنا أحبه، استغفرت الله كثيرا لهذا الشعور، وصليت صلاة الاستخارة حتى أعرف إذا كان مناسبا، ولكن لم تظهر صلاة الاستخارة شيئا، ساعدني أرجوك (للعلم أن زوجته لم تدع أطفاله يروا جدتهم الله يرحمها، ولم تدع خالاتهم يروهم، وتعمل السحر كي زوجها يظل ضعيفا قدامها) جزاك الله ألف خير.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

صلاة الاستخارة لا يراد منها الكشف عن المغيبات. وما ذكرته عن زوجة ذلك الرجل لا يجوز، ولكنه لا يبيح لك أنت الوقوع في المحرمات.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن صلاة الاستخارة من السنة، وينبغي للمسلم أن لا يقدم على أمر إلا بعد فعلها. ولكن هذا لا يعني أن الشخص سيرى شيئا يعرف به ما إذا كان الأمر مناسبا أم لا.

وليس من شك في أن ما ذكرته عن زوجة هذا الرجل من كونها هي السبب في وفاة أمه بسكتة قلبية... وأنها تتعامل مع السحرة والمشعوذين... وأنها لم تدع أطفاله يلتقون بجدتهم... وغير ذلك مما فصلته وبينته تبيينا...

نقول: إنه ليس من شك في أن ما قامت به زوجة ذلك الرجل يعتبر عملا سيئا ولا يجوز، ولكن أي شيء منه لا يبيح لك أنت أن تقعي في محظور.

فما ذكرته من الحب العميق لهذا الرجل الذي ما زال أجنبيا بالنسبة لك، وما يفهم من كلامك من الرغبة في أن يطلق زوجته وتستبدي به أنت... وما يبدو أنه كان بينك وبينه من علاقات في التليفون وغيرها... كلها أخطاء ولا يجوز للمسلمة أن تمارس شيئا منها.

وعليه، فننصحك بأن تخففي من هذا الشعور، وأن لا تتعلقي برجل لا تربطك به صلة شرعية...

فإذا أراد الزواج منك وخطبك عند وليك، فلا حرج عليك في أن تتزوجي منه إذا رأيته مناسبا من حيث الدين والخلق. وإن لم يرد ذلك فلتبتعدي عنه، واطلبي من الله أن يرزقك زوجا صالحا.

ونسأل الله أن يعينك على بلوغ غاياتك بالطرق الشرعية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني